والذكاء الصناعي جيد ومهم للمنظمات والحكومات التي توظفه بحنكة وبصيرة وضوابط حماية مهنية ليؤدي وظيفة مثمرة رائعة في مجالات الحياة.
وأخطر مبشرات الذكاء الصناعي الذي يستخدمه الأفراد أنه سوف ينشر التواكل في الأجيال ويدمر المواهب الإبداعية التي يصقلها التعب والبحث المضني.
والذكاء الصناعي للأفراد رائع للترفية و«طقطقة» رواد المقاهي، لكنه يشكل خطراً على الأبحاث الجامعية، والمهمات الإعلامية والصحفية، التي تستند إلى دقة الحقائق والمصادر الموثوقة والكتابة المهنية على أسس قانونية وأخلاقية. والأخطر أيضاً فيما يتعلق بالطب والمعلومات الصحية للأفراد، لأن الذكاء الصناعي «حاطب ليل» يجلب لمريديه الغث والسمين.
وأجدادنا لم يعرفوا الذكاء الصناعي، لكنهم تعاملوا مع أفعاله، منذ آلاف السنين، ووصفوها بـ«حاطب الليل»الذي يجمع حطبه في الظلام فيأتي بالجيد وبالرديء والخطير أيضاً، وممكن أن يقتلع شجرة تكمن فيها ثعابين أو عقارب، فيحضرها إلى منزله فتلدغه ليموت في مكانه.
قال ابن المعتز:
فرشنا لكم منا جناحى مَوَدَّة وَأَنْتُم زَمَانا تضمرون الدواهيا
أظنكم من حَاطِب اللَّيْل جمعت حبائله عقاربا وأفاعيا
مثلا: حينما يطلب «متصنع» من الذكاء الصناعي أن يكتب له مقالة، فإن الذكاء الصناعي يطلق خوارزمياته في التواءات شبكة الانترنت، وفي لحظة «يصنع» مقالة. فهو «حاطب ليل» يأتي بتوليفة معلومات من مقال أستاذ جامعة ومن كتابة تلميذ مدرسة ابتدائية في قرية نائية، وأخرى كتبها مغرد بائس، وأخرى كتبها مراهق أو عامل مصنع أو حارس مدرسة أو فاشينيستا جاهلة..إلخ، فكيف يعرف المستخدم أن هذه المعلومات جلبت من مصادر قاصرة أو مصادر متحيزة أم جيدة موثوقة. هنا لا بد للمستخدم أن يعود إلى مصادر المعلومات ليتحقق من سلامتها، فلا يمكن لكاتب همام، أو لأستاذ جامعة، أن يقدم معلومات مصدرها طالب مدرسة ابتدائية أو متوسطة.
وتر
يسافر في فجاج الأرض، ومسافات الرحيل
يعبر، هلعاً، أحراشاً، وهجير فيافي موحشات،
زوادته أملاً وركضاً في مديد السهب..
ورياح الريع الشمالية..
@malanzi3