وهنا في حديثنا عن الامل اود ان نطرح سؤالاً في غاية الأهمية .. هل الأمل له قيمة نستطيع بها إضاءة شمعة وتحقيق طموح وبلوغ غاية ومعالجة مشكلة وتجاوز عقبة كؤود.
الحقيقة أن من اجل الإجابة عن هذا التساؤل لن يكون هناك جواب محدد .. بل سنجد ان الاجابة تختلف من شخص لآخر فبعض الأشخاص الذين يمكن أن نطلق عليهم ناجحين في الحياة يؤكدون حقيقية مهمة وهي أن ما وصلوا إليه من إنجازات يفتخرون بها ومشاريع كانت تدور في أذهانهم، وأصبحت واقعاً يتجسد كانت بسبب شعورهم بالأمل والإصرار على التفاؤل، وعلم جيداً أن الأمل قد يصنع المستحيل فهو أهم أدواتهم للنجاح في المستقبل
وفي المقابل نجد أن أصحاب النظرية التشاؤمية لم يستطع أن ينظروا في الصباح الباكر، ولم يتمكنوا بأن ينقلوا خيالتهم التي تطوف في أذهانهم من مخططات على الورق إلى مشاريع علمية في الحاضر فهناك من يحلم ويتنمى وهناك من يستيقظ من نومه في الصباح الباكر لتحقيق آماله وطموحاته وتطلعاته.
إن الأمل سعي وحركة وإرادة قوية وثقة بالله الذي فتح لعباده أبواب الأمل، وأمرهم باستصحابه عندما تتكاثر الضغوط والهموم، وحذرهم من اليأس والقنوط فلا تغفل عن الأمل، ولا تجعله كلمة تقال باللسان فقط مجرد كلمة خالية من الظلال جافة من الندى. وبتتبع أجمل ما جاء على ألسنة علماء التنمية البشرية حول الأمل نجدهم قالوا أن الأمل لن يصنعه غيرك، وأنك إذا أردت أن تكون صاحب أمل يتحقق في واقع حياتك فلا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل حالة الانكسار بداية أمل جديدة، ولا تسافر إلى الصحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة، فلن تجد في الصحراء غير الوحشة وانظر إلى مئات الأشجار التي تحتويك بظلها، وتسعدك بثمارها، ولا تحاول أن تعيد حسابات الأمس وما خسرت فيه فالعمر حين تسقط أوراقه لن يعود مجددا ومع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى، فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء، وإذا كان الأمس قد ضاع منك فبين يدك اليوم والغد بآماله وتطلعاته.
في ختام حديثنا عن الامل سنجد ان خلاصة القول هي التالي:
نحن نستطيع أن نقول إن الإنسان لا بد أن يكون لديه يقين بأن القادم أفضل، وأن من فقد الأمل فقد المعاني الجميلة في الحياة، وتجرع قسوة الأيام ومراراتها، ولن تستطيع أن تتخلص من ثقل الضغوط، وتدفع عن نفسك اليأس، وتخرج للمجتمع في أبهى صورة تتجدد فيها ثقتك بالله وبنفسك بدون الأمل.
@Ahmedkuwaiti