والأصل في الرزق وغير الرزق قائم على الأسباب، فلا ينال الرزق إلا بالسعى لقوله تعالى :»هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور»، وأن الطير تغدو أى تذهب أول النهار بحثا عن الطعام وتعود بطانا آخر اليوم وهذا من الأسباب المباشرة والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل بل هو متمم للسعى.
وكما ذكرنا سابقا أن الأصل في الرزق لا يأتي الا بالسعي، إلا أن يكون معجزة كنزول المائدة على عيسى -عليه السلام- والماء بين يدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد يكون الرزق استجابة للدعاء يدعو به العبد والدعاء يكون من جملة الأسباب للرزق ولكن لا يجوز للإنسان أن يعطل الأسباب الدنيوية والاعتماد على الدعاء وسئل النبي - صلى الله وسلم - أى الكسب أطيب قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور.
وأعظم ما تميز به أنبياء الله ورسله هو الأكل مما عملت أيديهم وما خلق الله تعالى الخلق دون أن يرزقهم وخلق الله الأسباب والمسببات.
وأن النبي - صلى الله عليه وسلم- رعى الغنم لأهل مكة وزكريا كان نجارا ودواد كان لا يأكل إلا من عمل يده .
والله سبحانه وتعالى يؤكد على أهمية السعي والاجتهاد في سبيل تحقيق الأهداف والسعى للرزق وهذا ما تؤكده العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لقوله تعالى «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى»، يبين الله تعالى أن الإنسان لا ينال شيء إلا ما سعى إليه وهذا يؤكد أنه لا يمكن الحصول على الرزق دون بذل الجهد والعمل وأن السعي لا يعنى فقط العمل البدني، بل يشمل السعي الفكري والعلمي، فالعلم والتعلم يعدان من أهم أسباب تحقيق الأرزاق فالعلم يفتح أبواب الرزق ويساعد على إيجاد فرص عمل جديدة.
والسعي للرزق لا يعنى عدم التوكل على الله في العمل، بل يجب أن يكون مصاحبا بالتوكل على الله، فالله هو الرزاق وهو الذى ييسر ويفتح الأبواب.
فالأرزاق بالسعي وبذل الجهد ولكن بتوفيق الله ولكن يحب العبد المجتهد في رزقه ولنا في قصة سيدنا يوسف - عليه السلام - مثال رائع.
سيدنا يوسف -عليه السلام - ألقى في البئر ثم بيع كعبد وعاش سنوات في السجن لكنه لم ييأس بل استمر في السعي والاجتهاد حتى أصبح نائبا للملك.
الأرزاق بالسعي والعمل الجاد والتوكل على الله.
[email protected]