من الطبيعي أن تعشق فريقك وتشجعه وتقف خلفه تسانده وتفرح لانتصاراته حتى عند خسارته من المفروض أن لا تغضب وأن لا تخرج عن مسارك الطبيعي وعليك أن ترضى بخسارة فريقك لأنه لم يقدم ما يؤهله للفوز والأجمل والأرقى من ذلك أن تبارك للفريق الفائز وتشيد بتفوقه وتكون الروح الرياضية هي من أسمى صفاتك التي تتحلى بها، فمن الغريب أن تبكي وتشتم وتتطاول على الحكام واللاعبين وقذفهم بعبارات غير لائقة والتشكيك في فوز الفريق المنافس لك والطعن في قرارات الحكام ولعل من المؤسف حقا أننا سمعنا أن هناك من بكى حتى أغمى عليه بسبب الكورة وهناك من طلق زوجته بسبب مباراة ودمر أسرته بسبب التعصب الأعمى وهناك من صب غضبه وانفعالاته على زوجته وأطفاله وكاد أن يفقد حياته من أجل كورة ووصل بنا الحال إلى التراشق اللفظي بين الجماهير المتعصبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بكلمات خادشة للحياء وتخرج عن حدود الأدب في أغلب الأحيان انظروا إلى أين وصل بنا التعصب حتى صرنا نخطئ في حق أنفسنا وفي حق أصدقائنا ونهدم كل علاقاتنا من أجل كورة.
تخيلوا صديق لي اتصل عليه ولا يرد وقلقلت من أجله كنت أظنه مريضا ولما ذهبت لاطمئن عليه سألته لم ترد على اتصالي لماذا؟ قال لي المعذرة فريقي خسر المباراة وكنت في حالة نفسية مؤلمة ولا أكلم أحدا ولا أرد على أي اتصال حتى أستعيد عافيتي وأترك لكم التعليق، فلماذا كل هذه الممارسات السلبية التي تعيشها بعض الجماهير وتناسينا أن الرياضة أسمى وأرقى من كل هذا الانفلات والتشنج الذي أفقد الرياضة متعتها الحقيقية فانتشر التعصب والسب والشتم بين بعض الجماهير بشكل واضح وأصبح الاستهزاء والتعالي والانتقاص من قيمة الآخرين هي التي تطغى على الساحة الرياضية بعد كل مباراة والمطلوب أن ترتقي هذه الجماهير بأنفسها وتدرك أن الرياضة فن ومهارات وأخلاق قبل كل شيء وأن لا تكون خسارة أي فريق تخرجهم عن الواقع والعادات واحترامهم لأنفسهم وللآخرين وأن لا يصل بهم الحال إلى الحاق الضرر بمن حولهم استمتع بمشاهدة جميع المباريات ومن فاز نبارك له ومن خسر نقول له القادم أجمل ويجب أن تنتهي كل انفعالاتك وغضبك وفرحك وحزنك مع انتهاء المباراة وتعود لحياتك الطبيعية وتنسى كل شي، فارفق بنفسك وبمن حولك وكن راقيا في تشجيعك وكلامك وسلوكك وتقبلك للخسارة كما تتقبل الفوز.. وتحياتي للجميع.
- وقفه
كل جرح فات لي منك هديه
وش بلاك تخاف من رد الهدايا
[email protected]