وللتوضيح أكثر، فإننا نجد في المنطقة الشرقية على سبيل المثال ارتفاعا عاليا لدرجات الرطوبة والحرارة خصوصا هذه الأيام من شهر أغسطس «الثامن»، ولذلك نقترح أن تكون بداية السنة الدراسية الجديدة الأول من شهر سبتمبر حيث تبدأ درجات الحرارة والرطوبة بالانخفاض تدريجيا.
ويمكن دراسة ومراجعة المقترح مع قبل الهيئات والجهات المختصة والمعنية من أجل النظر في التوقعات العلمية للمناخ خلال العشر سنوات القادمة، حيث أننا نعلم ونشاهد التأثيرات والتغيرات المناخية في مختلف دول العالم، وهيئة الأمم قد بينت هذه المعضلة العالمية في عدة مؤتمرات ولقاءات دولية، فهناك احتمال كبير خلال السنوات القادمة أن يكون ارتفاع في درجات الحرارة في البلدان، وتغير الأجواء المناخية في عدة مناطق من العالم.
ومن المعلوم أنه خلال هذه الأشهر المقترحة «السادس والسابع والثامن من السنة الميلادية» يكون الاستهلاك أعلى لمعادلات للطاقة في المباني والمساكن غير الصناعية، والسبب أنها تسجل أعلى درجات حرارة ورطوبة خلال السنة، وخلال هذه الفترة حتى النشاطات الخارجية الرياضية لن تكون مناسبة للطلاب، فالحصص الرياضية لا بد أن تكون في صالات مغلقة ومكيفة في هذه الأشهر الصيفية الحارة، ولهذا يفضل أن تكون الإجازة المدرسة الصيفية خلال الأشهر الثلاثة الأكثر حرارة ورطوبة «يونيو، يوليو، أغسطس»، حيث أن المدراس والمعاهد والجامعات وما كان في حكمها لن تستخدم الكهرباء بكامل طاقتها، بل بشكل جزئي أو أقل مستوى لها، والنتيجة خفض كبير لاستهلاك للطاقة خلال هذه الأشهر في المباني التعليمية وملحقاتها ومرافقها المساندة.
ومن الفوائد أيضا التنشيط لقطاع السياحة، حيث أن هناك أماكن في المملكة مثل المناطق الجنوبية تكون درجات الحرارة معتدلة وباردة في فصل الصيف، بالإضافة إلى أن الأجواء في بعض أيامها غائمة، ومعدل هطول الأمطار من خفيف إلى متوسط، مما يعني أجواء رائعة وخلابة، وجذابة للسياح، فزيادة عدد أيام الإجازة من شهرين إلى ثلاثة سيكون فيه زيادة فرص للسياحة والفعاليات في عدة مناطق من المملكة كالجنوب والشمال.
ولعله يكون هناك دراسة مستفيضة في هذا الشأن مع مراعاة عدة جوانب ليس الدراسية والتعليمية فقط، بل الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والسياحية وغيرها، فربما سيكون له دور في فعالية التحصيل التعليمي، والذي لا يعتمد فقط على زيادة الفصول إلى ثلاثة أو على زيادة أيام الدراسة، فالمقصد النهائي هو التحصيل والمعرفة بالبحث عن الكيف وليس الكم، صحيح أن هناك لديها نظام الثلاثة فصول دراسية في السنة، ولكن المسألة تختلف بحسب الدول والمناطق الجغرافية والمناخية، وكذلك التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية في مثل هذه المسائل.
وربما كان التوسط هو الأنسب حيث أن إجازة الشهرين قصيرة، وإجازة الأربعة أشهر «في السابق «طويلة، ويضاف إلى ذلك، مراعاة النواحي الاجتماعية والأسرية حيث تكثر المناسبات خلال الإجازات الصيفية، وهذا يخفف العبء عن كثرة الغيابات أو الاستئذان أو الإجازات القصيرة المتكررة، وأيضا يكون هناك متسع من الوقت لتنسيق الإجازات بين الموظفين في مختلف القطاعات والهيئات.
@abdullaghannam
وذلك ليس حبا للراحة!، ولكن مراعاة للأجواء الصيفية الممتدة لفترات طويلة من السنة في أغلب مناطق المملكة