هذه العادة التي قد تبدو بسيطة وطبيعية لدى الكثيرين تحمل في طياتها قيمًا اجتماعية عميقة مثل الكرم وحسن الضيافة إذ يُعبر الشخص الذي يقوم بتقطيع اللحم بيده رغم استخدامها بالأكل وبقاء اللعاب، ولكن ورغم هذا الجانب الإيجابي تبرز مخاطر صحية قد لا تكون معروفة للجميع، فهذه العادة قد تبدو بريئة إلا أنها قد تكون وسيلة لانتقال الأمراض المعدية وخاصة في ظل عدم الوعي الكافي بالمعايير الصحية اللازمة، فعلى الرغم من أهمية غسل اليدين وتنظيفها إلا أن الأيدي قد تكون حاملة للبكتيريا والفيروسات حتى بعد الغسل مما يجعلها مصدرًا محتملاً لتلوث الطعام وعندما ينتقل هذا الطعام الملوث إلى أفواه الآخرين تتزايد احتمالية انتقال الأمراض.
ومن أبرز المخاطر الصحية التي قد تنجم عن هذه العادة، هي انتقال البكتيريا مثل السالمونيلا والإيشريشيا كولاي وهي بكتيريا قد تؤدي إلى تسمم غذائي كما أن الفيروسات مثل الإنفلونزا والنوروفيروس التي تُعرف بتسببها في الأمراض المعوية الحادة يمكن أن تنتقل بسهولة من شخص لآخر عبر هذه العادة غير الصحية، وما يزيد من خطورة الأمر هو أن كثيرًا من الناس قد لا يدركون حجم الضرر الذي قد ينجم عن لمس الطعام بشكل مباشر مما يؤدي إلى استمرار هذه العادة دون وعي كافٍ بمخاطرها.
من هنا تبرز أهمية التوعية الصحية في المجتمع لأن نشر الوعي حول المخاطر المرتبطة بهذه العادة يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في حماية الصحة العامة كما يمكن أن تبدأ هذه التوعية بتشجيع الناس على غسل أيديهم بانتظام وبطريقة صحيحة واستخدام أدوات تقديم الطعام بدلًا من تقطيعه باليد بالإضافة إلى ضرورة التأكيد على أن الكرم والاهتمام بالضيوف.
وعلى الرغم من أن العادات والتقاليد تمثل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي إلا أن الحفاظ على الصحة العامة يجب أن يكون في مقدمة الأولويات.
قد يكون من الصعب التخلي عن عادات متجذرة في المجتمع ولكن من الممكن تعديلها أو تحسينها بما يتناسب مع المعايير الصحية الحديثة، فالحفاظ على صحة وسلامة الأفراد هو الكرم الحقيقي الذي يجب أن نسعى لتحقيقه.
لذلك، فإن التوازن بين التمسك بالتقاليد واتباع ممارسات صحية سليمة يمكن أن يحقق لنا مجتمعًا يتمتع بالعافية والرفاهية.
alsyfean@