سعادة كبيرة يعيشها المزارع علي جاسم البراهيم البالغ من العمر 54 عامًا من خلال تواجده اليومي في مزرعته ومواصلة أعماله الزراعية دون أي ملل يبدأ من الصباح الباكر على أنغام تشغيل الماكينة القديمة التي يصل عمرها 60 عامًا لإخراج المياه وري المزرعة وإنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة التي تأتي في مقدمتها التمور.
البراهيم تحدث لـ"اليوم" وقال: "أنا من محبي الزراعة منذ الصغر وأنا أعمل بها وحتى يومنا، حيث أنني نشأت في بين اسرة محبة للزراعة وتعلمت من والدي الكثير الزراعة وكسب المعرفة والاستمرار ما بين دراسة وزراعة إذ تعتبر المصدر الرئيسي في الحياة والمعيشة بالنسبة لي".
الأحساء "أم الخير"
وقال إن الأحساء كانت وما زالت أم الخير في ظل حكومتنا الرشيدة - حفظها الله - حيث تشتهر وتتميز بزراعة التمور وبأصناف كثيرة ومختلفة كونها تعتبر الزراعة الرئيسية، إضافة إلى زراعة الليمون الأحسائي والتين الأحسائي والبابي والباذنجان والبصل الأحسائي والبامية وغيرها من المنتجات الزراعية التي عرفت بها، حيث تجد الطلب الكبير من داخل الأحساء وخارجها من مختلف المناطق والمدن ومن دول الخليج.
وأضاف "البراهيم " أن من الأمور الهامة أن من أراد أن ينتج زراعيًا فعليه أن ينتج بقلب وليس فقط بالزراعة والإهمال إنما أهمية الاهتمام بها من نظافة وعمار وماء فلن يكون هناك أي إنتاج إن لم يكن هناك اهتمام وملاحظة.
وقال: "ما بين قصص الماضي بوقتنا الحاضر هي الماء، وحينما نتحدث عن المياه سنتذكر معها أنها بدأت بمحركات تعمل على الجاز، وانتهت ومن ثم المكائن الهندية التي يصل عمرها إلى 60 عامًا، حيث كان يتم نقلها عن طريق الميناء عبر السفن لتصل للمزارعين".
وأكمل "البراهيم": الآن بفضل من الله تعالى وبفضل دعم واهتمام حكومتنا الرشيدة أصبح هناك تطور كبير ومعها وفرة المياه بشكل كبير، كما أنه من النادر أن تجد مثل هذه المكائن القديمة وليس كل شخص يستطيع استخدامها فهي تعمل على الديزل وزيت وعملية تشغيل.
نغم المكائن
وأوضح أن صوت المكائن يعتبر نغمة فهذا الصوت يدل على وجود المزارع في مزرعته كرسالة منه للجميع من أجل التجمع وتناول القهوة والشاي، والجميل أن كثير من الزوار والسياح دائما ما يحرصون على الحضور ومشاهدة المكائن القديمة للتعرف على طرق إخراج المياه في الماضي فيه تمثل عمر طويل لما يقارب 60 عام والجيل الجديد يحرص على معرفة التراث القديم".
النخيل والقطن
وقال من جمالية الزراعة في الأحساء "أنني أتحدث عن شجرة القطن فهي تزرع في الأحساء منذ القدم حيث يجمع من الشجرة ومن ثم نقوم بنقله للبيت وتقوم النساء بصناعة وعمل الفرش الخاصة للنوم وبعض المستلزمات لداخل البيت، حيث تحتاج هذه الشجرة لوجود المياه".
واختتم "البراهيم" حديثه قائلًا: "لولا وجود النخيل لكان التوجه والعناية لإنتاج القطن كون ينتج بجودة ممتازة ومن ميزتها أن الحمل فيها صيف وشتاء".