لعبة التحطيب
النقوش على جدران معبد "الكرنك" بمحافظة الأقصر الأثرية، تصور المصريين القدماء وهم يمارسون التحطيب، كنوع من التدريب للقتال وقت الحروب، وللتسلية في فترات السلم، باستخدام عصا مصنوعة من معجون ورق البردي، وبمرور العصور بات موروثًا شعبياً توارثته الأجيال، وظل تقليدًا أصيلاً يساعد على التقارب والتماسك الاجتماعي يمارس في المناسبات الاجتماعية خاصة في محافظات الصعيد.وللعبة قواعد ثابتة تحكمها ويحفظها الجميع عن ظهر قلب أهمها احترام الآخر والمنافسة الشريفة، تبدأ عادة بالمصافحة بين اللاعبين، وللأكبر سناً رفع العصا أولاً، ثم يتبادل الطرفان تمرير العصا فوق رؤوس بعضهما يمينًا ويسارًا كنوع من الاستعراض لا يخلو من التكتيكات القتالية، يعقبها النزال.
مهرجان التحطيب
بعد ذلك، يحاول كل منهما النيل من الآخر بملامسه عصاه رأس أو جسم الخصم دون إلحاق الأذى به، فيما يتفنن الآخر في صدها والرد عليه، حيث يمكن تحقيق الفوز إما بلمسة واحدة نظيفة لرأس الخصم أو ثلاث لمسات لجسمه، ويتدخل الحكم بالفصل بين اللاعبين إذا أقدم أحدهما على اللعب بعنف.المهرجان سنوي ويقام بمدينة الأقصر الأثرية خلال شهر ديسمبر من كل عام، ويقول رئيس المهرجان أحمد الشافعي، في تصريح لـ "واس" إن المهرجان يتم تنظيمه سنوياً برعاية وزارة الثقافة المصرية، في إطار الحفاظ على الموروث الشعبي للعبة التحطيب بجنوب مصر، خصوصاً بعد تسجيلها كإحدى أهم الألعاب التراثية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي باليونسكو.
وأوضح الشافعي أن المهرجان يحظى بمشاركة واسعة من لاعبي التحطيب من 8 محافظات، مشيرًا إلى أن فعاليات النسخة الرابعة عشرة للمهرجان ستعقد أمام معبد الأقصر في ديسمبر المقبل، مصحوبة بعروض لفرق الفنون الشعبية بكل محافظة وهو ما يلقى إقبالاً من أهالي الصعيد والزائرين من السياح الأجانب.