تتبع العديد من الدول حول العالم تقليد بدء الدراسة في فصل الخريف، وهو توقيت يتلاءم مع ظروف الطقس المعتدلة التي تعزز بيئة تعلمية مريحة، وهنا ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ في فصل الصيف، ورغم التحسينات الكبيرة التي شهدتها البنية التحتية للمدارس في المملكة، إلا أن هذه التطورات قد لا تكون كافية لمواجهة الظروف المناخية الصعبة، ففي بعض المدارس، قد لا يكون التكييف كافيًا للتصدي للحرارة الشديدة، مما يعرض الطلاب، وخاصة الصغار منهم، للخطر.
في هذا السياق، أود اقتراح بعض الحلول التي قد تساهم في تجنب تكرار مثل هذه المشكلات، ومنها مايلي:
إعادة النظر في توقيت بدء العام الدراسي وتواريخ الإجازات المطولة، وأن تتناسب هذه التواريخ مع أحوال الطقس والمناسبات الوطنية، وبما يعزز ارتباط الطلاب بالبيئة والثقافة المحلية، مثلما كان يتم الاحتفال باسبوع الشجرة في المدارس وأهمية ذلك في السعودية الخضراء، ما يساهم في ربط الإجازة بالمناسبات لترسيخها في عقول الطلاب وتعزيز الوعي لديهم وتنمية الفكر، والتغيير المجتمعي المتوقع من ذلك.
تحسين البنية التحتية للمدارس، مع تقديرنا لجهود وزارة التعليم نؤكد على ضرورة توفير أنظمة تكييف أكثر فعالية وصيانة دورية للبنية التحتية، والتعامل مع الظروف المناخية الصعبة، مثل الغبار والأمطار، بما يضمن جاهزية المدارس لاستقبال الطلاب في مختلف الأوقات، وأن تكون القرارات الخاصة بالانضباط الدراسي وفق تقارير تمتاز بالشفافية وترتبط بجاهزية المدارس من حيث بنيتها التحتية لاستقبال الطلاب.
المرونة في القرارات مع الحرص على أن تكون القيادات التعليمية في المدارس مرنة ، ولديها القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة، ومع مراعاة الواقع المناخي والجغرافي لكل منطقة.
التواصل مع الأهالي المستفيدين من المدرسة وأن يكون ذلك التواصل مستمر وفعال حول أي تغييرات في التقويم الدراسي، وأن يتم الاستماع إلى ملاحظاتهم وتوصياتهم.
التوعية والتدريب للمعلمين والطلاب حول كيفية التعامل مع الظروف المناخية الصعبة، والإجراءات الواجب اتخاذها في حالات الطوارئ.
في الختام، ندعو إلى تبني نهج يتسم بالمرونة في مواجهة التحديات التي يواجهها قطاع التعليم.. إننا نؤمن بأهمية الانضباط والالتزام، لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب سلامة أبنائنا. فالتغيير يبدأ من الحوار وتقبل الرأي.
@DrLalibrahim