طائر الهدهد
ويغيب في هذا التغير الكوني نبأ طائر الهدهد في الوفد إلى الطائف، حيث تشهد العديد من المناطق في منطقة مكة المكرمة بعد ظهور نجم سهيل انخفاض درجات حرارة الصيف العالية في ساعات النهار والليل والصباح الباكر.كما يعد ظهور النجم إيذاناً باعتدال حرارة الجو، لتبدأ بعض الطيور المهاجرة بالقدوم، وتكون الطائف منطقة عبور مهمة للطيور المهاجرة التي يمكث بعضها خلال فصول الخريف والشتاء والربيع وتغادر في فصل الربيع، بينما يعبر جزءاً كبيراً منها إلى مناطق أخرى ثم تعاود العبور في الفصل ذاته؛ ولكن يغيب من بينها طائر الهدهد.
أجواء الطائف
ويتضاد هذه الأيام ظهور طائر الهدهد مع أجواء الطائف ونجم سهيل، خصوصًا أن أبناء الطائف من مزارعين وغيرهم يرون في الهدهد رمزًا للبصيرة والأسرار شكلاً ومضموناً، وفي رصد تحركاته إشارات ودلائل لدى المزارعين بدخول وخروج الموسم؛ وكان المزارعون يقولون: إذا أقبل الهدهد أقبل الخريف أو الربيع. وظهور الهدهد عند العرب دلالة على اعتدال الجو، وهناك ربيعان لدى العرب الربيع الأول ويكون قبل الشتاء والذي تسميه العامة الخريف، والربيع الثاني بعد الشتاء وتعرفه العامة بالربيع.وأكد عضو جمعية الاتحاد الآسيوي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزهراني، أن اهتمام أبناء الجزيرة العربية بمطالع طائر الهدهد لارتباطه بحياتهم اليومية، فهم يعرفون من خلاله دخول فصول السنة وأوقات نزول الأمطار، وأوقات البرد والحر، كذلك من خلال حساب النجوم يعرف أهل القرى والفلاحون متى يحرثون أراضيهم، ومتى يبذرون استعداداً لنزول المطر، وأهل البر يعرفون مواسم الرعي والسفر، ويعرف أهل البحر مواسم الصيد البحري والسفر، مشيرًا إلى أن طائر الهدهد يغيب هذه الأيام عن مرتفعات الطائف في قلب غزوان؛ ويواصل فترة الدفء في المنخفضات والسواحل البحرية وتهامة، إذ تعود الأسباب لما تمتاز به الطائف من أجواء باردة هذه الأيام دون غيرها من مدن ومناطق المملكة.
موسم الزراعة
وأوضح أنه من خلال ضوابط تتبع النجوم في التقويم الزراعي؛ لوحظ هذه الأيام غياب ظهور طائر الهدهد، حيث لم ترصد حركته، التي تعد إشارة ودلالة لدى المزارعين، ففي أقوالهم أنه إذا نزل الهدهد إلى المنخفضات دخل الشتاء، وإذا أقبل منها أقبل الصيف، فظهوره خبرا يقينا ببدء موسم الزراعة.وأكد الزهراني أن ظهور نجم سهيل هذه المرة "يتضاد" مع ظهور طائر الهدهد في سماء الطائف الذي يغيب عن أفقها، لأن في رؤيته وسماع صوته مؤقتاً ومؤشراً لدى المزارعين ببدء الزراعة.