أمطار غزيرة
وقال محلل الطقس في المركز الوطني للأرصاد، عقيل العقيل، لـ"اليوم"، إن مدينة المدينة المنورة شهدت خلال اليومين الماضيين هطول أمطار غزيرة بلغ مجموعها يوم أمس فقط أكثر من 34 ملم تقريباً.وأوضح العقيل أن هذا المعدل العالي من الأمطار في فترة زمنية قصيرة يعكس حالة الهطول الغزير التي تشهدها المنطقة في هذا الوقت. وتوقع، أن تستمر فرص هطول الأمطار الغزيرة على المدينة المنورة ومنطقة مكة المكرمة والباحة وعسير وجازان حتى نهاية الأسبوع الجاري.
سرعة الرياح
وأضاف العقيل أن سرعة الرياح الهابطة بلغت حوالي 100 كيلومتر في الساعة، مشيراً إلى أن الرياح الهابطة تشكل خطورة لا تقل عن كميات هطول الأمطار، حيث أنها تكون مع السحب الركامية الرعدية.وأكد أن الرياح الهابطة بقوة 100 كيلومتر في الساعة يمكن أن تؤدي إلى تحريك بعض الأشياء الثابتة أو تطايرها في الهواء، مما يزيد من خطورة الحالة الجوية.
حوادث جوية
وأشار العقيل إلى أن السحب الركامية الرعدية الممطرة غالباً ما تكون مصحوبة برياح هابطة، والتي يمكن أن تظهر في أي مدينة أو منطقة من مناطق المملكة حسب شدة الحالة الجوية والرفع الحراري الذي يترافق مع تكون هذه السحب.وذكر العقيل أن المملكة قد شهدت سابقاً حوادث جوية ناتجة عن الرياح الهابطة، مثل تلك التي حدثت في مدينة مكة المكرمة خلال العام السابق، حيث كانت الرياح الهابطة مؤثرة بشكل كبير.
التقلبات الجوية
وأوضح العقيل أن منطقة جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة، بالإضافة إلى المدينة المنورة، شهدت خلال الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة ورياح هابطة شديدة السرعة نتيجة السحب الركامية الرعدية.وأكد أنه من المتوقع أن تستمر الحالة الجوية حتى نهاية الأسبوع، وفقاً للتقرير الصادر حول استمرار التقلبات الجوية.
العاصفة المدارية
وأضاف العقيل أن هذه الفترة تعد انتقالية بين فصل الصيف وفصل الخريف، وفي مثل هذه الفترات عادة ما تحدث تقلبات جوية في معظم مناطق المملكة.فيما يتعلق بالعاصفة المدارية المتوقعة، أوضح العقيل أنه حالياً لا يوجد تأثير مباشر على أجواء المملكة من العاصفة، والتي من المرجح أن تتحول إلى منخفض مداري عميق.
وذكر أن العاصفة قد تجلب معها كميات كبيرة من الأمطار والرطوبة إلى بعض دول الجزيرة العربية. وعلى الرغم من عدم وجود تأثير مباشر، إلا أن التأثير غير المباشر سيأتي من كميات الرطوبة القادمة من بحر العرب والتي ستنتقل إلى شبه الجزيرة العربية عن طريق طبقات الجو العليا.
المنخفض الجوي
وأوضح العقيل أن المنخفض الجوي والعاصفة المدارية المذكورة تعد بمثابة جسر كبير للرطوبة التي يتم تغذيتها من المسطحات المائية.وأشار إلى أن هذه العوامل تسهم في تحويل العاصفة إلى منخفض جوي قد يجلب معه كميات كبيرة من بخار الماء إلى الجزيرة العربية.
كمية الرطوبة
وأضاف العقيل أنه من المحتمل أن تساهم الرطوبة في حدوث حالة جوية من عدم الاستقرار، تؤدي إلى هطول الأمطار ولكن بشكلها المعتاد. وأشار إلى أن فريقاً من المختصين الجويين يقوم حالياً بدراسة العناصر الجوية من سطح الأرض حتى الغلاف الجوي في المنطقة المحيطة بالمملكة، لأن كل ما يوجد حول الجزيرة العربية يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على أجواء المملكة.وذكر أنه بعد دراسة الحالة الجوية والعناصر الجوية مثل الضغط الجوي وكمية الرطوبة من سطح الأرض حتى طبقات الجو العليا وسرعة الرياح المصاحبة، يتم تصنيف الحالة المدارية بناءً على مقاييس محددة لسرعة الرياح ومدى تعمق المنخفض الجوي في طبقات الجو العليا، وبالتالي يتم تحديد نوع العاصفة أو المنخفض وفقاً لتقدير المتنبئين والمتخصصين في الأحوال الجوية.
درجات الحرارة
فيما يتعلق بدرجات الحرارة، أوضح العقيل أنه لم يشهد حتى الآن انخفاضاً ملحوظاً، رغم دخول فصل الخريف أرصادياً.وأشار إلى أن درجات الحرارة غالباً ما تبقى مرتفعة في شهر سبتمبر، خاصة على القطاع الشرقي والأوسط والغربي من المملكة.
ارتفاع نسب الرطوبة
وأضاف أنه من المتوقع، أن تبدأ درجات الحرارة الصغرى في الانخفاض التدريجي على المناطق الشمالية من المملكة، ويعد شهر أكتوبر هو الفاصل لانخفاض درجات الحرارة العظمى والصغرى على مناطق الشمال ثم باقي المناطق.وأوضح أن في الفترة الأولى من فصل الخريف، خاصة في بداية شهر سبتمبر أو حتى نهايته، تبقى درجات الحرارة مرتفعة، مستشهداً بتسجيل مكة المكرمة درجات حرارة وصلت إلى 49.8 درجة مئوية في فصل الخريف، مع ملاحظة ارتفاع نسب الرطوبة الجوية على السواحل الشرقية والغربية، ما يزيد من الإحساس بارتفاع درجات الحرارة عن تلك المسجلة فعلياً.
وقال : "ومع دخول شهر أكتوبر، من المتوقع، بمشيئة الله تعالى، أن تتأثر أجواء المملكة تدريجياً بالكتل الهوائية القادمة من شمال الجزيرة العربية، ما يؤدي إلى تلطيف الأجواء. ومع تقدم الوقت، سيبدأ تأثير المنخفضات الجوية القادمة من البحر الأبيض المتوسط، والتي ستسهم في تلطيف أجواء المملكة وهطول الأمطار حتى مع دخول فصل الشتاء".