تتجدد هذه السعادة مع كل إنجاز تحققه بلادنا على طريق تحسين جودة الحياة على أرضها المباركة، لكن يبقى الأثر الإستثنائي لحظة الإعلان عن دخول مدينة الُخبر ضمن قائمة المدن الأكثر ذكاءً حول العالم، وفقًا لمؤشر المدن الذكية العالمي والصادر من المعهد الدولي للتنمية الإدارية «IMD»، نظرًا لمساهمتة في تحقيق أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 بأن تصبح 3 مدن سعودية ومنها مدينة الخبر ضمن قائمة أفضل 100 مدينة في قابلية العيش. بالإضافة إلى ان هذا الإنجاز يعكس الجهود التي تبذلها الجهات التنموية بالمنطقة في هذا المجال، وفي مقدمتها هيئة تطوير المنطقة الشرقية، التي تعمل منذ تأسيسها على دعم تطبيق التقنيات الحديثة وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزوار، من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية والمساهمة في تحسين مستوى الخدمات العامة.
كما يعكس هذا الانجاز نجاح الهيئة، في تنسيق وإبراز جهود جميع الجهات التنموية ذات الصلة، ومنها توفير وسائل فعالة وذكية لمراقبة السلامة العامة، وإقامة مركز لإدارة النفايات ومركز عمليات 940 ومركز الأزمات والمخاطر، بجانب إيجاد حلول مبتكرة لمشاكل الازدحام المروري ووضع نظام متكامل للنقل العام يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والمراقبة لتحسين جدولة الحافلات ومعرفة مواقع تكدس السيارات لتوجيه السائقين وتقديم خدمة أكثر كفاءة، وكذلك توفير تطبيقات على الهاتف الجوال للمساهمة في توجيه المجتمع وتوفير معلومات مفصلة عن المواصلات العامة والأوقات المناسبة والمسارات المفضلة في التنقل والذي يسهل العديد من الإجراءات مثل تطبيق جسر.
لقد ساهمت هذه الجهود في إتاحة الخدمات الرقمية للمواطنين والمقيمين والزوار في مدينة الخبر ، وفي تسهيل أعمال الجهات الحكومية وتعزيز التعاون فيما بينهم.
ولا شك أن انضمام مدينة الخبر إلى قائمة المدن الذكية، سوف يعزز مكانتها على جميع الأصعدة، وذلك بالنظر إلى أنها تمتلك موقعًا جغرافيًا متميزًا يشكل حلقة وصل بين الدول المجاورة، فضلًا عن العديد من الموارد الطبيعية والمقومات الصناعية والحضارية والبنية التحتية الحديثة، التي تؤهلها لتحقيق مستويات متقدمة من التطور والاستدامة، خاصة في ظل ما أظهرته التجربة من قدرة الجهات التنموية في التوظيف الأمثل لتقنية المعلومات، في مختلف المجالات التنموية.
يُضاف إلى ذلك أن إنجاز مدينة الخبر يدخل في سياق التقدم المتنامي الذي تحققه المملكة في مجال تطوير «المدن الذكية»، والتي تتميز باعتمادها على الحوكمة وتلبية احتياجات مواطنيها ومقيميها وزوارها بأساليب صديقة للبيئة وأكثر استدامة وابتكاراً واستقراراً، مع زيادة الكفاءة في إدارة الموارد والخدمات العامة، وتطوير المشاريع التنموية وخلق فرص عمل للشباب ودعم رواد الأعمال والشركات الناشئة.
كان من نتائج هذا التقدم أن تمكنت 4 مدن سعودية أخرى من ترسيخ وجودها في قائمة المدن الأكثر ذكاء، وهي الرياض وجده ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ختامًا أقول، إن أكثر ما يبعث على التفاؤل في هذا السياق أن تطبيق مفاهيم المدن الذكية في المملكة يتم تنفيذه وفق ضوابط ومعايير تضمن تعزيز رفاهية الإنسان، وأن يكون عونًا للمجتمع في استخدام موارده و حل مشاكله بأقل كلفة وأعلى كفاءة.
رئيس هيئة تطوير المنطقة الشرقية