لعل الجواب يكمن في أن السعودية، بحكم تاريخها وموقعها الاستراتيجي وثقلها الديني والاقتصادي، تمثل نموذجاً متميزاً في المنطقة والعالم ، فهي ليست مجرد دولة عادية عابرة للمواقف والأحداث ، بل هي محور رئيسي في السياسة والاقتصاد، وصاحبة رؤية طموحة تسعى لتحقيقها من خلال سلسلة من الإصلاحات والمبادرات التنموية غير المسبوقة على مستوى النوع والكم وهذا التميز والاستقرار، بطبيعة الحال، يثيران حفيظة البعض، خاصة أولئك الذين ينظرون إلى الإنجازات السعودية ليس من باب الإعجاب أو الاستفادة، بل من باب الحسد والرغبة في التقليل من شأنها لانها توقعهم في مأزق المقارنة الخاسرة..!
إن المتأمل في تاريخ السعودية الحديث يجد أنها قد نجحت في مواجهة العديد من التحديات التي واجهتها على الصعيدين الداخلي والخارجي، من مكافحة الإرهاب إلى تعزيز الأمن الداخلي، ومن تطوير البنية التحتية إلى تنويع الاقتصاد، أثبتت السعودية أنها قادرة على التحول والنمو في ظل ظروف عالمية متقلبة. هذه الإنجازات لم تأتِ بسهولة، بل كانت نتيجة رؤية استراتيجية وقيادة حازمة قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة.
ولكن، لماذا يصر البعض على الانتقاد؟ لأن الإنجازات الحقيقية دائماً ما تزعج أصحاب الأجندات والأهواء ومن احترف الثرثرة بلا انجاز ، فمثلاً عندما أطلقت السعودية رؤية 2030، وهي خطة طموحة لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، شكك البعض في قدرتها على تنفيذها، مدعين أن السعودية لا يمكنها تجاوز الاعتماد على النفط. ومع ذلك، نرى اليوم مشاريع كبرى مثل «نيوم» و»البحر الأحمر» و»القدية» وغيرها تتبلور على أرض الواقع، وتؤكد قدرة المملكة على الابتكار والتكيف مع التحديات.
يبدو أن أصحاب الأهواء والأجندات لم يستوعبوا بعد أن السعودية تتقدم بثبات، وأن محاولاتهم لتقليل شأنها لن تغير من حقيقة أن المملكة أصبحت نموذجًا للنجاح في المنطقة والعالم ، هؤلاء النقاد الحاقدين، بدلاً من أن ينظروا إلى التجربة السعودية بعين التحليل والتعلم، يختارون السعي لتقويضها بترويج الأكاذيب والافتراءات. يقولون إن السعودية تفتقر إلى الحريات، متجاهلين التحولات الاجتماعية والثقافية والعلمية التي تشهدها المملكة اليوم، من تعزيز حقوق المرأة إلى فتح آفاق جديدة وعظيمة للشباب.
الفيلسوف سقراط قال: «الحكمة تبدأ بالتعرف على الجهل» وربما هذا ما يحتاجه أصحاب الأهواء والأجندات: أن يعترفوا بأنهم قد لا يفهمون تمامًا طبيعة التحديات التي تواجهها السعودية، وأن يتعلموا من تجربتها بدلًا من مهاجمتها.
ختاماً السعودية اليوم، ليست مجرد دولة تسعى لتحقيق التقدم، بل هي نموذج للإصرار والتحدي، والحكمة الأخيرة تقول: «من لا يرى النور، فلن يرى إلا الظلال» فلنكن جميعًا من الذين يرون النور ويعملون على زيادة وهجه.
@malarab1