بالنسبة لي كانت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، هي ذلك المكان الذي اختزن أجمل لحظات طفولتي.
هناك، في الصالة الترفيهية، كنا نلعب بلا هموم، ننغمس في عوالم من المرح، ننسى كل شيء سوى ضحكاتنا الطفولية وتحديات الألعاب.
نتوجه أحيانا إلى بركة السباحة، ننتقل من لعبة إلى أخرى، ومن ضحكة إلى ضحكة، وفي أيام الدراسة كانت مكتبة الجامعة هي الملاذ، كنا نقضي ساعات طويلة هناك، نذاكر دروسنا، نقرأ الكتب، ونكتشف عوالم جديدة من خلال صفحاتها. كانت تلك الأيام تُضفي علينا شعورا بالمسؤولية المبكرة، وفي نفس الوقت تتيح لنا فرصة الانغماس في متعة المعرفة.
كانت تلك المرحلة هي فترة رئاسة الدكتور بكر عبد الله بن بكر للجامعة، وقد حملت معها طابعا خاصا، فالرؤية التي كان يسعى لتحقيقها للجامعة لم تكن مقتصرة على الشأن الأكاديمي فقط، بل تشمل توفير بيئة متكاملة تتيح للطلاب وأسرهم الاستمتاع بتجربة حياتية مميزة.
كنا نحضر محاضرات وأفلاما سينمائية في مسرح الجامعة، وكان المسرح يعج بالنشاطات الثقافية والعلمية، من بين تلك المناسبات، أتذكر بوضوح محاضرة تاريخية ألقاها الملك فهد، حيث وقف بيننا كقائد ورمز للوطن، خلال تلك المحاضرة، أعلن الدكتور بكر تسمية الجامعة باسم «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» وبعدها ضجت القاعة بتصفيق حار.
والآن.. كلما عدت إلى الظهران، يشدني الحنين لتلك الأيام، لا أستطيع أن أمر بالقرب من الجامعة دون أن أسترجع تلك الذكريات، أجد نفسي أعود إلى تلك الأماكن التي كانت شاهدة على أجمل لحظات طفولتي.
الأيام قد تمضي، لكن الذكريات تظل نابضة بالحياة، تعيدنا إلى تلك اللحظات السعيدة التي شكلت جزءا من هويتنا.
نهاية:
الطفولة أروع لحظات العمر.
@karimalfaleh