وأكد استشاري وأستاذ علم أمراض الدم المساعد بجامعة حائل، الدكتور حسام قنش، على أهمية هذا الشهر في تعزيز الوعي المجتمعي حول أحد أخطر الأمراض التي تؤثر على حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
وأوضح أن التوعية المستمرة بهذا المرض تعتبر حجر الزاوية في تحسين فرص التشخيص المبكر، ما يزيد من احتمالية تحقيق نتائج علاجية إيجابية ويقلل من معدلات الوفاة المرتبطة به.
أعراض مبكرة
وأشار الدكتور قنش، إلى أن العلاج التقليدي لسرطان الدم يعتمد بشكل رئيسي على استخدام العلاج الكيميائي وزراعة نخاع العظم، وهما من أبرز الخيارات العلاجية المتاحة للمرضى في مراحله المختلفة.ومع التطور الطبي السريع، ظهرت تقنيات علاجية حديثة مثل العلاجات الموجهة والعلاجات المناعية، حيث تميزت هذه العلاجات بقدرتها على استهداف الخلايا السرطانية بدقة عالية، ما يحد من الأضرار التي قد تصيب الخلايا السليمة في الجسم.
وعلى الجانب الآخر، تسهم العلاجات المناعية في تعزيز قدرة الجهاز المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية بشكل أكثر فعالية، مما يفتح آفاقاً جديدة في تحسين نسب الشفاء من هذا المرض الفتاك.
وأضاف الدكتور قنش، أن من الضروري أن يكون المجتمع على دراية كاملة بالأعراض المبكرة لسرطان الدم، والتي تشمل التعب المستمر، وفقدان الوزن غير المبرر، والتورم غير الطبيعي في الغدد اللمفاوية، بالإضافة إلى ظهور الكدمات أو النزيف دون سبب واضح. وأكد أن الانتباه لهذه العلامات التحذيرية يمكن أن يسهم بشكل كبير في الكشف المبكر عن المرض، مما يؤدي إلى تحسين فرص العلاج والشفاء بإذن الله.
تشخيص وعلاج
من جهته، أكد أخصائي المختبرات الطبية في قسم علم الأمراض بكلية الطب في جامعة أم القرى، الأستاذ أحمد لطيف أبو منصور، على الأهمية الحيوية للدم في جسم الإنسان، إذ يقوم بالعديد من الوظائف الأساسية مثل نقل الأكسجين والماء والمواد الغذائية إلى مختلف أنسجة الجسم، بالإضافة إلى دوره في التخلص من الفضلات عن طريق العمليات الفسيولوجية الطبيعية.ولفت إلى أن الدم، مثل غيره من أنسجة الجسم، يمكن أن يتعرض لأمراض خطيرة من بينها سرطان الدم، وهو ما يستوجب رفع الوعي حول هذا المرض.
وأشار أبو منصور، إلى إحصائيات السجل السعودي للسرطانات التي أظهرت زيادة ملحوظة في معدل الإصابة بسرطان الدم في الفترة من 1999 إلى 2013، إذ بلغ عدد الحالات المسجلة 8712 حالة لكلا الجنسين.
وأوضح أن غالبية المرضى الذين تم تشخيصهم بسرطان الدم كانوا من الذكور بنسبة 57.2٪، مقارنة بـ42.8٪ من الإناث.
وفيما يتعلق بتشخيص سرطان الدم، أوضح أبو منصور، أن التشخيص يتضمن الفحص السريري واختبارات الدم، بالإضافة إلى خزعة من نخاع العظم، والفحص الوراثي للخلايا لتحليل المادة الوراثية، وشدد على أن التشخيص المبكر يلعب دوراً حيوياً في تحسين فرص العلاج والشفاء.
وعن طرق العلاج، أشار إلى أن العلاج الكيميائي لا يزال العلاج الرئيسي لمعظم أنواع سرطان الدم، رغم ما يترتب عليه من أعراض جانبية مثل الغثيان، وتساقط الشعر، وضعف المناعة، والأنيميا.
وأضاف أن العلاج المناعي، الذي يستخدم أدوية معينة لتعزيز نظام الدفاع في الجسم، والعلاج الموجه، الذي يستهدف أجزاء معينة من الخلايا السرطانية، والعلاج الإشعاعي، الذي يستخدم حزم طاقة قوية لقتل الخلايا السرطانية، كلها تشكل خيارات علاجية مهمة.