المهم أني لا أجهل الهند، فقد زرتها قريباً وكل من تعاملنا معه يطلبنا أن نبحث له عن عمل في بلادنا ! والحقيقة أني مارأيتُ الجنة التي صورها بطل الفيلم في بدايته بل عشش وفقر وطبقية وذل ومعاذ الله أن نكون من الشامتين ولا فضل لأحد فيما هو فيه لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، أما الهندي الذي يحصل على عقد عمل في الخليج، فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها ثم أن الهنود أصبحوا شيوخ عندنا «يزمرون» و»ينافخون»، وكأنهم أهل البلد ونحن الضيوف، ولسان حالهم في أي مهمة يتكرمون بها علينا «أنت يبغى ولا روه» بمعنى روح وسيأتي غيرك يدفع وهو مغمض وهي ليست سذاجة فينا لكننا تعودنا أن نكرم ضيوفنا وأن نعاملهم بإنسانية دافعها ديننا أولاً ثم أخلاقنا وعادات العرب من قديم.
ثم أن السينما الهندية العالمية تضرب بقوانين الفيزياء عرض الحائط وتصدم الجمهور بمشاهدها غير الواقعية، ولو تركز على مشاهد كومار وهو يتلقى الطعنات التي تخترق جسده من كل حدب وصوب، فإذا سمع صوت حبيبته من على بعد 100 كيلو نهض وركض نحوها وانتزع الرماح التي تخترقه وتوقفت الدماء فجأة ! وبدا بملابس نظيفة وتعانقا وبدآ في الرقص وقانون «الفيلم الهندي» ينسحب على كل موقف غير واقعي !! فلو ركزت تلك السينما على أهدافها لكان أصرف فلم نعهد عليها وهي تعالج القضايا الاجتماعية وتقف على مشاكل الشعب!
والحقيقة أنه لا يخلو بلد ولا شعب من حالات شاذة ليست هي مقياس الشعوب والبلدان ولايحق أن تتصدر في الأفلام لتكون الحكم.
والمتأمل فيما يحدث حقيقة يجد المواطن الخليجي هو المظلوم في كثير من الأحيان فكم من ممرض قدم إلينا بفيزة طبيب ! وكم من مبلط مثل دور المهندس المعماري وكم من عامل فجأة حمل لقب «بتاع كله» ثم كانت نتائج تلك الشهادات والخبرات المضروبة أضرار ووبال على المواطن المسكين.
وفي المقابل وجدنا الكثير من حالات الاحتفاء والكرم بالعمال وموائد رمضان خير دليل على ذلك، فيجلس عليها المسلم وغير المسلم وكم من كفيل كان خير من الأخ والابن للعامل وعوضه عن قبيلته وأسرته ووجد في هذا البلد الأمان والاستقرار والحياة الكريمة وعاد عزيزاً بعد أن قدم بحقيبة ممزقة !!
@ghannia