وقد قال الأول:
إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده.
وفي أمثالنا: من عاش بالحيلات مات بالفقر.
لذا فالمال نعمة من رب العالمين، ويجب أن تُقابل بما تستحق حتى تبقى وتدوم، وأعظم ما تُقابل العطاء، سواء بالحق الواجب أو بما زاد من تلمس حاجات المحتاجين ودعم المشاريع التي تُبقي اسم الداعم دنيا وأخرى، وإنما المجد بالبذل والعطاء، وما عند الله خيرٌ وأبقى.
هناك مشكلة أحياناً تعترض هذا العطاء عندما يُعلق العطاء بأضواء الفلاشات، فيُهتم بمن تسلط عليه الأضواء ويُهمل المتعفف أو البعيد عن الكاميرات، وهذه مشكلة يجب أن يتنبه لها رجل الأعمال الناجح، وكم نرى من النماذج المميزة حولنا ولله الحمد.
ذكرني بهذا الأمر ما قرأته في سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان يفعله الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حين كان يتابع وضع المعذبين من الإماء والعبيد بسبب ثباتهم على دينهم، فكان يمر عليهم ويدفع من أمواله ليعتقهم ويخلصهم من العذاب، ولو كان يبحث عن الاعلام لبحث عن الشعراء وعلية القوم ولم يبحث عن العبيد والإماء، ولكنه أبو بكر رضي الله عنه، وأبو بكر يعرف ما يفعله، وما ينجحه، وما ينجيه.
ولذلك عندما عاتبه أبوه أبو قحافة قائلاً: أراك تعتق رقابًا ضعافًا، فلو أعتقت رجالًا جلدًا لمنعوك.
كان رد أبي بكر رضي الله عنه: إني أريد وجه الله.
فأنزل الله جل جلاله قرآنًا مدح فيه أبا بكر، وذم أعداءه، فقال سبحانه وتعالى «فأنذرتكم ناراً تلظى، لا يصلاها إلا الأشقى، والذي كذّب وتولّى» وهو أمية بن خلف، ومن كان على شاكلته.
«وسيجنّبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكّى وما لأحدٍ عنده من نِّعْمَةٍ تُجْزَى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى» وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
عزيزي رجل الأعمال.
احرص أن تكون كأبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى تبقى، ولا تكون كغيره فتصبح الأشقى.
@shlash2020