نظر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى شاب نكس رأسه، فقال: يا هذا ارفع رأسك؛ فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب؛ فمن أظهر للناس خشوعًا فوق ما في قلبه فإنما أظهر نفاقًا على نفاق.
هناك تساؤلات عديدة نريد الإجابة عنها..!!
لماذا نعقد أنفسنا؟ ونتناسى بشريّتنا، ونبدو على غير حقيقتنا؟ هل هو عدم الرّضا عن الّذات؟ أو فشلاً في شخصياتنا؟ لماذا يسكننا هاجس أن نبدو دومًا مثاليين؟
لماذا نعيش في المشاعر المزيفة غير الحقيقة ونعتقد أنها حقيقة وفي الأصل هي مزيفة ؟؟
مشيتنا غريبة، كلامنا مصطنع، خلافاتنا تُغلفها الأنا الفردية، لباسنا طاغٍ في شكله ومضمونه نتقلب في لعب الأدوار المصطنعة، لنكن كما نحن وليس كما الغير ولا تجعل نفسك نسخة من الآخرين بل جد نفسك وذاتك ..!!
البساطة تمنحك شخصيتك الحقيقية، وتساعدك على أن تعيش كما أنت لا كما يريد الآخرون منك، البساطة تختصر لك الصداقات، والعلاقات، والكلام.. وتدَّخر لك منها الأجمل والأصفى والأعمق، والرسمية والمجاملة ومجاراة رغبة الآخرين تقضي على العمر، وقد تصحو في نهاية عمرك على ساعات مهدرة وضائعة..!!
أن نبتعد عن الأنانية المفرطة اتجاه الذات والأنا المزيفة ..!!
وبسبب تلك الأنانية خسرنا أشخاص لا يقدرون بثمن من أجل منافع لن تدوم طويلاً ؛ وعندما نستيقظ من تلك الأنانية ونعترف بهفواتنا وأخطائنا ونسوق المبررات والظروف التي جعلتنا نتصرف هكذا، إلى متى سنبقى غير مُتزنين نعيش على الأنا؟، ومتى سنعي أنَّ هذه الحياة لا تُعاش إلا بالتعاضد، والمحبّة..!!
شمعة مضيئة:
المثالية في المشاعر المزيفة والأدوار المصطنعة لا تزيدك بل تنقصك في نظر نفسك قبل الآخرين، عليك إصلاحها وتقويمها وإرجاعها إلى أصلها، وحقيقتها، فلا تتعمد إغواء الغير بتقمص غير حقيقتك.
لا تبحث عن نفسك بين الآخرين، فقط حدد المسار الصحيح وسر به وحدك، امضي قُدمًا وأنتَ تعي حقيقتك أكثر من غيرك..!!
لذلك، تجنّب التكلف، والمبالغة في أي شيء بالحياة؛ حتى تبدو في أكثر حالاتك صادقاً وأرضى بذاتك، ركز على ما تملكه في داخلك من حقيقة غير مصطنعة حتَّى تشعر بالسعادة..
Sa_Alaseri@