أولا نتحدث عن تلوث الهواء لأن يوم السبت 7 سبتمبر يوافق «اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء»، وهو موضوع يهمنا على المدى القصير والطويل، والسبب أن الأجواء والمناخ مازال يعاني من التلوث البيئي الذي يزداد يوما بعد ويوم منذ بزوغ الثورة الصناعية مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. وبالإضافة إلى السباق المحموم للتصنيع والإنتاج، والاستهلاك النهم من قبل البشر، والذي لم يُراعي ويُحسن التعامل مع الطبيعية باستخدام الطاقة الذكية أو الصديقة للبيئة إلا مؤخرا ومتأخرا!
ودعونا نبدأ بالأرقام لمعرفة الأضرار الحاصلة على الإنسان من تلوث الهواء حيث قالت هيئة الأمم عن الأثر الصحي: «تخترق جزيئات التلوث الصغيرة التي لا تُرى الرئتين ومجرى الدم والجسم. هذه الملوثات مسؤولة عن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة، فضلاً عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية»، أي أن المسألة ليست فقط ضيق تنفس عابر أو كحة وتذهب سريعا!، بل المسألة قد تؤدي إلى وفيات - لا سمح الله -، وتضيف أيضا: «ويمثل تلوث الهواء الخطر البيئي الأكبر على الصحة البشرية وأحد أهم الأسباب التي يمكن تجنبها للوفيات والأمراض على الصعيد العالمي، حيث يعزى ما يُقدر بـ 6.5 مليون حالة وفاة مبكرة»، ولعل البعض منا لم يكن يتوقع هذه الأرقام الصادمة بسبب قضية تلوث الهواء حيث يظن أنها مسألة بسيطة الأثر من الناحية الصحية، ولكن القضية ستأخذ منحى أكبر في المستقبل، فبحسب تقرير هيئة الأمم: يُقدر بأن أعداد الوفيات المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء المحيط ستشهد زيادة تتجاوز 50 % بحلول عام 2050م.
وزيادة على ما سبق، وبحسب منظمة الصحة العالمية: «وتظهر بيانات المنظمة أن جميع سكان العالم تقريبا 99% يتنفسون هواء يتجاوز حدود المبادئ التوجيهية للمنظمة ويحتوي على مستويات عالية من الملوثات، وتعاني البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من أعلى معدلات التعرض لتلوث الهواء»، وأعقب فأقول: أنه الملاحظ أنه في أكثر مسألة يلقون اللوم على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بينما الدول المتقدمة هي الأكثر تصنيعا وانتاجا واستهلاكا؟!
وتجدر الإشارة إلى أن الشعار لهذا اليوم العالمي هو: «لنعمل معاً من أجل نقاوة الهواء»، والمسؤولية لا تقع فقط على مستوى الدول، بل القطاع الخاص من الشركات والمؤسسات، وكذلك الأفراد كلهم مشتركون في المسؤولية، أي هي تقع على الجميع وبنسب متفاوتة.
وما يهمنا الآن، هو ما دوري ودورك في المساعدة على التقليل من ملوثات الهواء؟، منها: الفحص الدوري لانبعاثات السيارات، واستخدام أجهزة ذات كفاءة عالية «أي أن المنتج يستهلك طاقة كهربائية أقل مع أداء مماثل لغيره أو أفضل»، وعدم العبث بحرق مواد ونفايات تنتج غازات سامة أو ضارة، والترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه، والمحافظة على الأشجار والنباتات، وغيرها.
البيئة متوازنة بطبيعتها، وحين يسيء الإنسان استخدام مواردها يتلوث الهواء وكذلك الماء!!
@abdullaghannam