في كل مرة يحين موعد فصل الصيف تجدها تنثر إشعاعها ليسبغنا بفيض نتملل من حرارتها حينا ونتشكى وفي وقت الظهيرة نلزم الدور لنستظل ونتبرد قدر المستطاع، نعقها نعم بالتأفف من لهيبها ونهجر محيطها وننأى عنها ونتحاشى ونرتدي ألوانا نرجو أن لا تمتص بصيصا من شعاعها أو حتى أثر من إنعكاس،
ونحن بذلك نتجنب أن نتزود من فيتامين تحتاجه عظامنا توفره هي لنا بالمجان ومن دون أضرار جانبية و تراعي أوقات تلك الجرعات فتتخير الوقت الذي تبرد فيه ونفضل نحن أن نبتاعه من الصيدليات رغم علمنا إن رغم فاعليته أبدا لن يكون مثل مصدرا فعالا أصليا خاليا من السلبيات ، تبتسم سيدة الشروق ولا ينفذ صبرها فهي تعرف طبيعتنا و تقول متيقنة : «غدا ملاذكم سيكون حضني حيث الدفء الذي أبعثه فتتحينون الوقت الذي تدنون فيه مني.
وحين تغيب.. تغيب ليظهر الصباح ومعه حلل الشتاء فنبحث عن أشعتها علّنا نصطلي ونتابعها ونتغزل بها كي لا تنجلي ونذوب دفئا إن لامستنا أطرافها، نتغنى تقربا بردائها الذهبي فتستقبلنا وفودا في محيطها الأُوارِ غير آبهة بما كنا نحكي عنها في ليالي الصيف يوم كنا نتمنى الشتاء ونرجو أن تنزوي،
تكمل مسيرتها شامخة في السماء تنير الأقمار و لعظمتها تتقرب منها المجرات صيفا خريفا ربيعا وشتاء، تلتفت لمرورها أعناق الأزهار و تخاويها أحيانا سحب السماء تعلمنا و تهذبنا بدروس نتعلمها مع شروقها كل يوم على مدار الأيام والأشهر والسنوات ونتدبرها عند اختلاف الأجواء والمواسم والأحوال .
ومن دروسها التي تعلمتها منها أنا...
«يبقى الأصيل على هيئته لا تعصف به تضاريس الحياة ولا تحيده عن منهجيته السليمة تغير الأحوال دوما سيقوم بأدواره على أكمل وجه تتوجها قناعاته النبيلة الراسخة رغم الساخطين و الراضين بما يقدمه من مهام».
*حلة موسمية :
أيام وبمشيئة الله وسينشد الشتاء افتتاحية فصله لنهرع لبلاط سيدة الدفء والضياء.
@ALAmoudiSheika