وقال: ”أن الإنسان في العالم الرقمي أصبح أمياً في فهم مشاعر الآخرين بسبب عدم قدرته على التركيز فيما يقول المحيطون به وما يبدون من مشاعر“.
عزلة افتراضية
وطالب د. العريفي بضرورة تقييم آثار الاستخدام المفرط لهذا الجهاز، ودوره في تشكيل شخصية الإنسان وعلاقاته، بل جعله يدخل البشر في عوالم افتراضية، ساهمت في عزلة الإنسان عن حياته الطبيعية مع من حوله في المجتمع، خلال 15 سنة هي الفترة التي ظهر خلالها الهاتف الذكي، بتطبيقاته التي سهلت التواصل مع العالم.وكانت مكتبة الملك عبد العزيز العامة قد نظمت اللقاء الثقافي "رقمنة الإنسان.. الأنماط والسلوكيات والعلاقات الاجتماعية في الزمن الرقمي"، ضمن البرنامج الثقافي لعام 2024، يوم السبت 7 سبتمبر 2024م، بحضور نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد ولفيف من المثقفين المهتمين ورواد المكتبة.
واستضاف اللقاء د. فهد بن صالح العريفي، الخبير في السلوك الإنساني، والمهتم بقضية الإدمان الرقمي، وحاوره د. عبد الرحمن البواردي الأستاذ المساعد المختص باللغة وتحليل الخطاب السياسي، جامعة الملك سعود.
واستعرض د. فهد العريفي، أهم ما جاء في كتابه «حياتنا والإدمان الرقمي.. دراسات وحلول» قائلاً: ”إن العالم الرقمي الذي أصبح الوصول إليه أقرب بكثير جداً من الوصول إلى أي شيء آخر، فقد تحكم بتغيير علاقاتنا الاجتماعية، وأصبحنا أقل قدرة على التركيز والاجتماع مع من حولنا بحضور واع واهتمام لما يقوله المتحدث لنا“.
تأثيرات نفسية وجسدية
ويؤكد د. العريفي في كتابه، أن الاستخدام المفرط للمشتتات الرقمية، يؤثر على الأجساد والعلاقات والاستقرار النفسي.وبين أنه استعرض في الجزء الثاني من الكتاب، الحلول العملية للتقليل من أثر هذا الإدمان الرقمي، والوصول إلى ما يسمى به التوازن الرقمي، بخطوات عملية تشمل الابتعاد التدريجي الأجهزة الذكية، من خلال أوقات يتم تحديدها خلال اليوم، وزيادة تلك الفترات تدريجياً، خلال الممارسة المستمرة، كذلك تطبيق قوانين ما يسمى بالعمل العميق، للابتعاد تماماً عن المشتتات خلال القيام بعمل محدد وفي مكان محدد أيضاً.
وناقش اللقاء عدداً من المحاور، منها مدى تأثر هوية الإنسان بالرقمنة، لتنفصل عن وجودها الثقافي والتاريخي والاجتماعي، وقدرة الآلة الرقمية على استدراج الإنسان؛ لتعيد تشكيل شخصيته.
وطرح اللقاء الثقافي سؤالاً يحتاج إلى إجابه وهو: هل ارتبطت حياة الإنسان بالزمن الرقمي تيسيراً لحياته وتحقيقاً لسعادته؟