تغيرات متسارعة، وأحداث متتابعة، وتصورات متباينة تحدد مسار الواحد منا في حياته وتؤثر في سلوكياته سلباً أو إيجاباً؛ وفي خضم تلك المعكرات تلوح شمس الأمل والتفاؤل من الأفق البعيد مؤذنة بفجر جديد، ومجد تليد، ومستقبل مشرق - بإذن الله تعالى -، الأمل نسمة ربانية يبعثها الله تعالى في قلوب أصفيائه وأحبابه، فبه تحيا النفوس، وتخضر القلوب، الأمل أكسجين الأفئدة وترياق العلل. الأمل منهج حياة ومبعث للطاقة الإيجابية، فبه ترتاح القلوب وتسعد الأنفس.
الأمل حسن ظن بالله تعالى وتعلق به أُمرنا بأن نعض عليه بالنواجذ عضاً. فهذا خير العباد وسيد الأنام النبي المصطفى والخليل المجتبى محمد بن عبدالله - صلى الله وسلم - يجسد أروع الأمثلة وأصدقها يأتيه أصحابه فيشتكون إليه ضعف الحيلة وقلة الناصر وشدة البلاء، فيبتسم ويقول ليبلغن هذا الدين مبلغ الليل والنهار حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله.
وها هو يُطارد ليلاً ونهار وترصد الجوائز للنيل منه حتى إذا بلغت القلوب الحناجر واقترب منه الرصد قيد ذراع إذا به يطلقها مدوية ما ظنك باثنين الله ثالثهما. فالليل مهما طال، فالفجر مُقبل، والشدة مهما امتدت فاليسر قادم، والكرب مهما اشتد فالفرج آت لا محالة، والأمل قرين العمل، فإن أجابه وإلا ارتحل فحيث يكون الأمل يكون العمل،وحين يكون الفراغ والبطالة يكون التشاؤم والندامة، فلنتفاءل ولنحث الخطى ونواصل المسير ولا نلتفت لقطّاع الطريق المتشائمين، والله غالب على أمره ولو كره المجرمون.
جامعة الملك خالد
@mesfer753