سمعتُ من يقول: إذا أردتَ أن تعرف هل بدا عليك الكِبَر فقد ترى ذلك في طريقة إنصات أهلك في المنزل، أو ربما أصحابك خارج المنزل إلى ماتدلي به من آراء .
وأقول بعدم الدقة في ذلك، فالإنسان الثرثار كبُر سنّه أو صغر لا يُحظى بالأصغاء، وكذلك من يقفز على مادة حديث لا يعرف عنها الكفاية.
بيئة حديث المجالس تغيرت، فالمتحدّث قديما يجد نفسهُ مسموعا من الحضور بسبب صغر المساحة، أما الآن فالصالونات واسعة، وقد يحتاج المجلس إلى وسائل نقل صوت. وأذكر نصيحة كانت تُقال لنا في صغرنا وهي: لا تحكي حتى تُسأل .
قرأتُ شيئا عن الإصغاء، وأوصلوه إلى أنه فن وموهبة من الله وليس الكلّ يجيده، من ذلك مثلا إذا أردت أن تُصغي بدقّة فأبعد ظهور القضايا الأخرى عن ذهنك حتى تستطيع إعطاء المتحدّث انتباهك التام، كذلك لاحظ بعناية العلامات التي تبدو على المتحدّث، لغة جسده، حركات عينيه، تقاسيم وجهه ومن الأنفع الإبتعاد عن التشويش إذا كان هناك صوت يختلط مع الكلام أقترح أن تنتقل إلى مكان آخر أكثر ملاءمة.
وإذا لم يكن لديك الوقت الكافي فأجّل الموضوع، لأن العجلة يمكن أن تعطّل فعالية الإصغاء، ولكي تؤكد فهم ماقيل اختصر الحديث مؤقتا كقولك مثلا: هل هذا ماتعنيه ؟ هل أفهم من حديثك كذا ؟
يميل أهل علم النفس إلى أن المرء عند نهاية المحادثة قد يتذكّر بعد 24 ساعة 50% من المعلومات التي سمعها، وبعد 48 ساعة يتذكّر 25%، وقد يصل الذكاء الإنساني إلى أن المستمع قد فهم الرسالة الضمنية المستترة وراء الحديث.
@A_Althukair