فرد علي قائلاً: غريب! أنت من يتكلم عن الطموح وتحطم طموحي.
وذهب إلى الخارج، ثم عاد وهو لم يكمل دراسته بسبب ظروفه التي لم تمكنه أن يحقق طموحه، وكم كنت أتمنى أن ينجح.
والقصة الأخرى: لطالب جامعي طموح ونابه في بداية سنواته الدراسية، دخل علي في مكتبي، وقال: لقد أرسلوني عليك وقالوا أنك أنت من سيدعمني، وأخذ يحدثني عن اختراعه الذي يعمل عليه وسيكون له تميز مستقبلي، سألته عن تخصصه؟ فأخبرني أنه متخصص بتخصص بعيد عن هذا الاختراع، وسألته عن مستواه الدراسي في التخصص، فأخبرني أنه ليس كما يتمنى، فقلت له: اترك هذا الاختراع وركز على دراستك، واعمل على رفع معدلك، وبعد التخرج تستطيع أن تخترع ما شئت، خرج من عندي بأدب، وأنا أرى أن جوابي لم يعجبه، فقد رأى أني محطّم الطموحات، وكان بعدها يتجنبني وإذا اضطر لمقابلتي سلّم بتثاقل.
لقد قيل: صديقك من صَدَقك لا من صَدّقك، ومن يستشير عليه أن يوطّن نفسه على استماع جميع وجهات النظر، وقد يكون من لا يؤيدك هو الحريص عليك.
الطموح جميل ومطلوب، وذلّ من لا طموح له، ولكن يجب أن يكون هذا الطموح واقعياً ومبنياً على أسس واضحة، وإلا سيكون وبالاً على صاحبه، وما أكثر الطموحات التي تخلى عنها أصحابها عنها لعدم مناسبتها.
فمن حقك أن تحلم وتطمح، ولكن عليك أن تدرس جميع ما حولك، ثم تتوكل على الله وتبذل الأسباب لتحقيق هذا الطموح، وبعض الطموحات يمكن أن تؤجل، فالعمر عند أهل الطموح ليس مرحلة واحدة بل مراحل، والعطاء لا يتوقف، وما لا يتحقق اليوم سيتحقق بتوفيق الله في المستقبل.
اطمح، وبعد أن تطمح، احرص أن يتوافق طموحك مع أهدافك الكبرى، دنيا وأخرى.
@shlash2020