حالة الاستحقاق الذاتي شأن يختلف تفسيره وتعريفه من منظور عملي او أكاديمي، ولكني أختصرها في رأيي بأنها مرحلة انتقالية يمر بها الإنسان بعد أن يكون قد قطع أشواطا في حياته بذل عبرها الكثير من التضحيات ويستطيع من خلالها وضع موازنة بين ما قام به وأنجزه وبين ما هو موجود فعلا في مرحلته الزمنية الحالية من استحقاقات متلخصة في وضعه ومكانه ومنصبه وموقعه الجغرافي والاجتماعي والمهني.. ويستطيع أيضا من خلال هذه الحالة أن يقيم علاقاته الشخصية والمهنية والمسارات التي يسعى من خلالها إلى الانتقال للمراحل المقبلة، وأيضاً قد ينتاب الكثير من الأشخاص الذين بلغوا هذه المرحلة حالة نفسية من الشعور بالاستحقاق، وهي مرحلة غاية الأهمية ويمكن أن تكون بالغة الصعوبة والخطورة في الوقت ذاته لأن صاحبها قد يستسلم لمشاعر الاستحقاق الذاتي ويعتقد انه قد حان الأوان ليجني ثمارا جديدة عطفا على ما قدم وبذل وأعطى.
هذه النقطة غاية التعقيد، فبين الجوانب الإيجابية في هذه الحالة من الاستحقاق التي يرى فيها الشخص أنه من الأجدر به بلوغ أهداف جديدة وطموحات أعلى ونجاحات مختلفة وبين أن يصبح في حالة من الركود وعدم القدرة أو الرغبة في بذل المزيد لأنه يشعر أنه يستحق أفضل من ذلك الواقع الذي يحيط به، وبين هذا وذاك يكون الخيط الرفيع الذي يفصل الاستسلام والتراخي عن الاستدامة في الكفاح والبذل والعطاء.
جميل أن تشعر بأنك تستحق الأفضل والأجمل ان يكون الأفضل يستحقك.. فلا تتوقف.
@DrAL_Dossary18