في المملكة شهد مفهوم الديمقراطية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، خاصة في إطار تحقيق رؤية 2030، التي ترتكز على تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع أكثر تماسكاً وازدهاراً، وقد شهد المجتمع تطورًا ملحوظًا في مجالات عديدة، بما في ذلك تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية، وهي عناصر أساسية في بناء مجتمع ديمقراطي.
تتبنى السعودية خطوات تدريجية نحو تعزيز مبدأ الشورى وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية في صنع القرارات، بالإضافة إلى مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية حيث عملت المملكة على تقوية المؤسسات الرقابية وضمان المحاسبة للجميع، بغض النظر عن مناصبهم، وتُعد هيئة الرقابة ومكافحة الفساد من أبرز الأمثلة على جهود السعودية في هذا المجال، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في رصد المخالفات المالية والإدارية والتحقيق فيها، ما يعزز من ثقة المواطنين في الحكومة ويحفزهم على المشاركة بشكل أكبر في الشأن العام.
كما عملت على تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المواطنين من خلال عدة مبادرات إصلاحية، منها تعزيز حقوق الطفل والمرأة والشباب وكبار السن، ودعم ريادة الأعمال والابتكار، مما يعكس التزام المملكة بتطبيق القيم الديمقراطية في إطار ملائم لطبيعة المجتمع السعودي.
تعزيز الديمقراطية في بيئة العمل جزءاً من تحقيق أهداف رؤية 2030، لبتي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على المعرفة والابتكار، ولا يمكن تحقيق ذلك دون خلق بيئات عمل تشجع على التفكير النقدي والمشاركة الفعالة، كما أن هذه البيئة تساهم في بناء ثقافة مؤسسية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل بين الموظفين والإدارة، مما يعزز الولاء والانتماء للمؤسسة، وعندما تُطبّق قيم الديمقراطية في بيئة العمل، فإنها تصبح محفزاً قوياً للإبداع والابتكار وتحسين الجودة، لأنها تؤدي إلى تمكين الموظفين من التعبير عن آرائهم بحرية والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على عملهم، هذا النوع من البيئة يعزز الشعور بالانتماء والتحفيز الذاتي لدى الموظفين، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وابتكار حلول جديدة للتحديات.
إن تحقيق رؤية 2030 يتطلب أكثر من مجرد تخطيط اقتصادي؛ إنه يتطلب أيضاً تحوّل ثقافي واجتماعي يعزز من قيم الديمقراطية في المجتمع وفي التعليم وأماكن العمل من خلال تعزيز مشاركة المواطنين وتمكينهم في مختلف جوانب الحياة لتحقيق تقدم ملحوظ نحو أهداف الرؤية الاستراتيجية، كما أن تعزيز الديمقراطية في بيئة العمل يلعب دوراً محورياً في تحقيق الابتكار والإبداع، وهو ما يسهم في تعزيز تنافسية المملكة على الساحة العالمية.
يمثل اليوم العالمي للديمقراطية فرصة لتقييم التقدم المحرز وتحديد الخطوات المستقبلية لتعزيز الديمقراطية في المجتمعات، وفي السعودية، تجسد الجهود المبذولة لتعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية خطوات هامة نحو تحقيق مجتمع أكثر ديمقراطية وعدالة.
مع استمرار هذه الجهود، يمكن أن تصبح السعودية نموذجًا يحتذى به في المنطقة في مجال تطوير الحكم الرشيد والمشاركة المجتمعية.
@DrLalibrahim