تلك المناسبات والمشاريع المتنوعة الضخمة ستعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة والتي من المتوقع أن ترتفع أعدادها بشكل كبير، والنسبة الأكبر من تلك العمالة تندرج تحت فئة العمالة المنخفضة الأجر التي تعمل ميدانياً، وهذا الأمر يتطلب العديد من الاجراءات لتحسين معايير الصحة والسلامة، بالإضافة لتحسين ظروف العمل من خلال إطلاق مبادرات تعزز من حفظ حقوق العمالة وتحسين أوضاعها ونشر الثقافة العمالية.
مع كل تقدم ونجاح يتم الإعلان عنه في رؤية المملكة، نجد هناك جدل كبير حول تداعيات حقوق العمالة في سوق العمل السعودي، ونرى حملات عديدة حول عدم توفير حماية كافية لحقوق العمال، وفي الفترة الأخيرة لاحظت ازدياد السلبية لكثير من الحسابات حول أي موضوع أو وجهة نظر يتم التطرق لها حول سوق العمل بالمملكة، أو عند التطرق لأي إنجازات ومؤشرات مميزة يتم تسجيلها في سوق العمل بالمملكة.
السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل نحن مستعدون للرد على تلك الاتهامات، وكيف نتعامل معها؟، والإجابة على هذا التساؤل أرى أنها تنقسم لشقين، الأول يتمحور حول تطورات سوق العمل في المملكة، والثاني يتمحور على دور أفراد المجتمع.
فيما يخص الشق الأول؛ منذ الإعلان عن رؤية المملكة نجد تطورات وإصلاحات عديدة بإلاضافة لمبادرات مميزة تم تطبيقها في سوق العمل، ومن ينكر ذلك فهو «أعمى بصيرة»، وللأمانة حتى أكون منصفاً أرى أن من الصعب سرد كل تلك التطورات في مقال واحد، وعلى سبيل المثال من أهم تلك الإصلاحات هي مبادرة «تحسين العلاقة التعاقدية» والتي كانت نقلة نوعية لتطوير سوق العمل ورفع جاذبيته، وكان لها دور كبير في تحسين ترتيب المملكة عالمياً في العديد من المؤشرات الخاصة بسوق العمل، وإضافة لذلك المبادرات المتعلقة في حماية الأجور وتنظيمها، والتعديلات الأخيرة التي تمت على نظام العمل والتي استهدفت حفظ حقوق أطراف العلاقة التعاقدية.
أما فيما يخص الشق الثاني؛ فمن خلال متابعتي لمنصات التواصل الاجتماعي والتركيز على المواضيع والنقاشات التي تخص أسواق العمل، أرى أننا نمتلك مجموعة من أفضل الكفاءات في تحليل أسواق العمل على مستوى العالم العربي، وللأسف نجد ازدياد السلبية من كثير من الحسابات حول أي موضوع أو وجهة نظر يتم التطرق لها حول سوق العمل بالمملكة، وينجرف العديد خلف تلك النقاشات بشكل سلبي من خلال التشكيك في مؤشرات سوق العمل في المملكة لإثارة الجدل بين أفراد المجتمع.
كوجهة نظر شخصية، لا أرى صعوبة في مواجهة والرد على أي اتهامات يتم توجيهها نحو سوق العمل في المملكة، وذلك من خلال ابراز جهود منظومة الموارد البشرية في تطوير سوق العمل وترقيته بشكل أوسع، والعمل على نشر الثقافة العمالية بشكل أكبر لجميع العاملين، بالإضافة لتوخي الحذر من التعامل أو التفاعل مع الحسابات المُحرضة خاصة الحسابات الإخبارية التي تستهدف الانتشار من خلال نشر السلبية، فالعديد منها يدار من خارج المملكة ولا يسرها التطورات الإيجابية التي نعيشها تحت مظلة رؤية المملكة، وأيضا لا يسرها التكاتف بين أفراد المجتمع في المملكة.
ختاماً؛ مهما حققنا من إنجازات في سوق العمل، فسنجد اتهامات وتشكيك حوله، وكلي ثقة بأن سوق العمل في المملكة سيعتبر «النموذج المثالي» وسيتم استنساخه في كثير من أسواق العمل لدول أخرى، فعلينا أن نفتخر فيه ولا نسمح لأي كائن من كان بالتقليل من إنجازاتنا خلال الفترة المقبلة.
@Khaled_Bn_Moh