في الوقت الذي يواجه فيه الآباء ضغوطًا مجتمعية وإعلامية لتلبية طلبات أطفالهم يجب أن يدركوا أن قول «نعم» دائمًا قد يؤدي إلى نتائج سلبية عندما يتعلم الطفل منذ الصغر أن ليس كل ما يطلبه سيحصل عليه يبدأ في فهم أن الحياة مليئة بالخيارات والتحديات، وأن التحكم في الرغبات هو جزء من النمو الشخصي.
فتربية الأطفال على كلمة «لا» تساهم في تعزيز قدرتهم على مواجهة الإحباط وتقبل الفشل وهي مهارات ضرورية للتعامل مع الحياة اليومية. بالطبع ليس الهدف هو رفض كل شيئ بل يجب أن تكون كلمة «لا» مدروسة ومبنية على مصلحة الطفل.
في المقابل يمكن تلبية الطلبات التي تعزز من تطور الطفل وتساعده على بناء شخصيته بشكل إيجابي ومن الضروري أيضًا أن يوضح الآباء لأطفالهم سبب الرفض بطريقة تناسب فهمهم مما يعزز الثقة بين الطرفين ويساعد الطفل على تقبل القرار بشكل أفضل. فالتساهل المفرط في تلبية جميع طلبات الأطفال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة خاصةً عندما يكبرون حيث تتزايد طلباتهم وقد تتجه نحو أمور سلبية تؤثر سلبًا على حياتهم
وعندما يحصل الطفل على كل ما يريده دون قيود ينشأ دون القدرة على مواجهة الفشل أو تحمل المسؤولية.
وأيضاً هذا قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية أو في العمل حيث يشعر الشخص أنه مستحق لكل شيء دون بذل الجهد المطلوب.
إن دور الآباء والأمهات هنا هو توجيه أبنائهم وتقديم النصح والتوجيه اللازمين لتعليمهم أن الحياة ليست فقط مجموعة من الرغبات الملباة كى بل هي أيضًا مسؤوليات وتحديات يجب التعامل معها بجدية.
نهاية..
الدلال الزائد وتلبية جميع طلبات الطفل قد يبدو تعبيرًا عن الحب والاهتمام لكن هذا السلوك قد يترك آثارًا سلبية على الطفل عندما يكبر فالطفل الذي ينشأ على حصوله على كل ما يريد دون حدود قد يواجه صعوبات في التعامل مع الحياة الواقعية التي تتطلب منه الانضباط وتحمل المسؤولية. قد يصبح عاجزًا عن التواصل الاجتماعي بفعالية ويفتقر إلى مهارات حل النزاعات والتفاوض كما قد يشعر بصعوبة في الاعتماد على نفسه ويعاني من ضعف الثقة بالنفس عند مواجهة التحديات لتحقيق توازن في حياته يجب أن يتعلم الطفل أن هناك حدودًا لكل شيء وأن الحب الحقيقي يشمل تعليم المسؤولية والصبر.
@alsyfean