أخرجت رأسي المندس سلفاً وفتحت شباك السيارة وتفاجأن بوجود كائن، حيث كنّ في مأمن من كشف أمرهن لألقهن درسا قبل أن أتلقاه أنا من رفيقي، الذي يحيط سيارته بكامل التقدير والاحترام والتدليل! وما أن رأينني حتى «تلخبطت علومهن» وَصَفنّ برهة قبل أن تقرر إحداهن الاعتذار لكنني قررت أن أترك مهمة التفاهم لصاحب السيارة بعد أن «فتّنتُ» عليهن وعاجلته باتصال أطلبه بقطع مهماته والوقوف على هذا الأمر الجلل ليقرر العفو عن عدد الخدوش، التي أحدثنها في سيارته المدللة أو محاسبتهن!
المهم أن الدرس الذي تعلمه زوجي من هذه الحادثة ألا يوقف سيارته بجانب سيارة سيدة وليعذرني السيدات فليس كلهن كـ«خابطة سيارتنا»، ولكن هو الشر عندما يعم بسبب شخص لا مسؤول ويُحدث عقاب جماعي لفئة لا ناقة لها ولا جمل في هذه السُمعة السيئة!
إن الحفاظ على الطريق مما حث عليه الشارع الحكيم في توجيه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في سؤال: «وما حق الطريق؟ قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر»، ومن كف الأذى عدم التعرض لممتلكات الآخرين بما يزعجهم.
وفي ذات السياق، حدثتني صديقتي أنها حشرت سيارتها بجوار سيارة رجل يهم بالنزول ولم تستطع فتح الباب مع حذرها إلا «برن ورقع ودبج» باب سيارة الرجل لكنه كان رجلاً ذوقاً خلوقاً تظاهر بعدم المبالاة رغم غليانه والغليان هو سلوك طبيعي لكل مقهور ساكت، المهم أنها نزلت في ذات المحل، الذي قصده الرجل برفقة ابنه ذي الأربعة أعوام، الذي كان يرمقها بنظرات حاقدة ويومئ بحركة الملاعب الشهيرة وكأنه يقول «سنخلطك».
@ghannia