البعض يشغل الجميع بمشاكله، يشغل زملاءه في العمل، ويشغل أصدقاءه، وفي مواقع التواصل الاجتماعي يفضح مشاكله، بل ظهرت معرفات تستغل هذه الظاهرة وتطلب أن ترسل لها مشكلتك لتنشرها على رؤوس الأشهاد باسم الفضفضة أو أرسل مشكلتك، فتكسب هي زيادة المتابعين على حساب الآمك، وتعطي الفرصة ليتدخل من يستحق ومن لا يستحق، ومن يستحي ومن لا يستحي في تقديم النصح والتوجيه والإرشاد، أو توزيع الاتهامات يميناً وشمالاً، على القريب والبعيد، والإنس والجن.
مثل هذه المعرفات يجب أن تُحظر، وهذا ما فعلت لأن معرفات المشاكل تؤثر في الحياة سلباً وليس إيجاباً، سواء بعرض مشاكل الآخرين أمام ناظريك، أو بالحلول التي تقدم من «عوير وزوير»، وهي أشد سوءاً وأكبر دماراً.
كل الناس لديها مشاكل، ولكن على من وقع في التشهير بمشكلته أن يسأل نفسه: ثم ماذا؟ وإلى ماذا؟
هذه الطريقة قد تعطي راحة وقتية ولكن لا تحل المشاكل بل تزيدها، ولذلك يجب أن نبتعد عنها إن كنا نريد أن نحل مشاكلنا ونسلم من آثارها.
يقول قائل: وهل تريد من الناس ألا تفضفض، فتكتم همومها وتقع في الأمراض النفسية والاكتئاب؟
لا! لا أريد! ولكن أريد أن تعرف لمن تبث همومها وليس لكل من هب ودب!
أول بث الهموم هو لرب العالمين، خالق النفس الإنسانية، ومن بيده الحل سبحانه، فالدعاء حتى ولو طالت إجابته، خيراته لا تعد ولا تحصي، ويكفي العزة بالعبودية للرحمن الرحيم، وزيادة القرب منه سبحانه كلما طالت مدة المشكلة، وكم قربت مشكلة مبعداً عن خالقه.
ومن البشر لا يجب أن يبث الإنسان مشاكله إلا المتخصصين الذين يفيدوه ويقدموا له الحلول النابعة من عقولهم وخبراتهم، فيبحث الإنسان عن مستشار أسري متمكن يستشيره ويستفيد من استشارته، فهؤلاء أصحاب تخصص وخبرة ولن يذيعوا ما قدمت لهم أو يفضحوك في كل مكان.
إذن المشكلة محصورة في بث المشاكل لكل أحد، والحديث في مشاكلك في كل مكان، فهذه الطريقة تزيد المشكلة ولا تحلها، وتكبر الهوة ولا تصغرها، وعندما تعود العلاقة سيندم المفضفض كثيراً على ما فعل وقال.
@shlash2020