تحت مظلة رؤية المملكة 2030، نعيش اليوم تحولات كبيرة على مختلف الأصعدة، سواء الاجتماعية، الاقتصادية أو الثقافية، هذه التحولات التي فتحت آفاقًا واسعة للشباب ليكونوا جزءًا فعالاً في مسيرة التقدم. ومع ذلك، من الضروري أن ندرك أن الانفتاح الذي نعيشه اليوم لا يعني التنازل عن هويتنا أو التخلي عن قيمنا، بل هو دعوة لتبني ما يفيدنا مع الحفاظ على جوهرنا الثقافي والديني.
اليوم، ونحن نحتفل باليوم الوطني، لا بد أن ندعو الجيل الناشئ إلى أن يكونوا صورةمشرفة عن هذا الوطن، إن مسؤوليتهم لا تقتصر على الاستفادة من الفرص المتاحة، بلتمتد إلى تعزيز روح الانتماء والاعتزاز بالوطن، فالشباب هم الحاضر والمستقبل، وهم القادرون على تعزيز مكانة المملكة عالميًا من خلال تمسكهم بالقيم السامية، والابتعاد عن التطرف بجميع أشكاله، سواء كان ذلك تطرفًا في التشدد أو التحرر.
إن ما نعيشه اليوم من أمن واستقرار هو ثمرة جهد وتضحيات، ويجب أن يدرك كل فردأن هذه النعمة تستوجب شكرًا عمليًا، يتمثل في الحفاظ على تماسك المجتمع ووحدته، التربية على المواطنة الصالحة تبدأ من الأسرة والمدرسة، لكنها لا تتوقف عند حدودالتعليم النظري، بل يجب أن تكون جزءًا من سلوكياتنا اليومية، بحيث ينعكس حب الوطن في أعمالنا وأفعالنا، وهذا يتطلب منا جميعًا تعزيز الحوار والتفاهم، وتجنب كلما يمكن أن يؤدي إلى التفرقة أو زعزعة اللحمة الوطنية.
الشباب السعودي اليوم أمامه فرصة ذهبية للانخراط في مسيرة التنمية الوطنية، القيادة الرشيدة قدمت لهم كافة السبل ليمضوا قدمًا نحو مستقبل أفضل، لكن هذه الفرصة تأتي أيضًا بمسؤولية كبيرة، فالنجاح لا يقاس فقط بما نحققه على المستوى الشخصي، بل بما نقدمه للوطن من التزام ووفاء، ومن هنا، فإن كل شاب وشابة مطالبون، بأن يكونوا سفراء للمملكة في كل مكان، يظهرون قيمها وأخلاقها الأصيلة، ويعكسون الصورة الحقيقية لشباب طموح، متوازن، ومتمسك بهويته.
في خضم هذا الانفتاح الذي نشهده، يجب أن نحافظ على الاعتدال كمنهج حياة، الاعتدال هو الذي يحمينا من الانزلاق في تطرف الأفكار أو الانجراف خلف تيارات لا تتوافق مع قيمنا، وهو الذي يمكّننا من استيعاب التحولات التي نعيشها، دون أن نفقد توازننا أو نضيع هويتنا، علينا أن نكون واعين بأن الانفتاح لا يعني بأي حال من الأحوال، التفسخ أو الابتعاد عن قيمنا، بل هو فرصة للتطور والنمو مع الحفاظ على الأصالة.
لكل شاب وشابة في هذا الوطن، أفعالك وأقوالك التي يراها الآخرون وأنت تظهر بهويتك السعودية تعكس حبك وولائك لهذا الوطن العظيم، فالتحولات التي نعيشها اليوم هي مسؤولية مشتركة، تتطلب منا جميعًا العمل بجد وإخلاص لنكون الجيل الذي يرفع اسم المملكة عاليًا، ويعزز مكانتها في العالم.
@DrLalibrahim