والغريب أن هناك خلطاً شديداً بين مواقف وتقاطعات اللاعبين الاقليميين والدوليين وفي محور كل ذلك التوتر يقع الشعب الفلسطيني وفي إحدى الزوايا تبرز حالة الخلاف اللبناني الإسرائيلي التي هي في الأصل جالة مواجهة غير مباشرة بين ما يسمى بحزب الله اللبناني والمدعوم إيرانياً وبين ما يسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران وبين إسرائيل كطرف أولي وبين الولايات المتحدة الأمريكية كطرف نهائي وضامن.
وفي أعقاب الضربة التي وجهتها إسرائيل لإيران والتي تمثلت في تصفية إسماعيل هنية المعروف بأنه القائد السياسي لما يسمى بحركة حماس اضافة إلى قيادي عسكري كبير في حزب الله اللبناني وعدم تقدم إيران برد على ذلك كله مما فهم بأنه قبول من إيران بعروض تلقتها من إسرائيل ومن الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على إيران وفيما يخص الملف النووي وإمكانية تقديم تنازلات لايران مقابل عدم التصعيد مع إسرائيل وعدم استهداف المدنيين في إسرائيل .بقي في المشهد المتوتر في المنطقة ما يسمى بأذرع ايران وفي مقدمتها حزب الله الدي يبدو بأنه أفهم أن هناك صفقة إيرانية أمريكية إيرانية تتضمن خروج الحزب من حالة التصعيد لسبب بسيط وهو أن الجانب الإسرائيلي انهى جل العمليات التي خطط لها في غزة و بدأ في معالجة بعض الثغرات من وجهة نظره في المخيمات المنتشرة في الضفة الغربية في الوقت الذي بدأت أخبار تتواتر عن عزم الجيش الاسرائيلي القيام بعملية عسكرية نوعية قد يكون جزء منها بري في لبنان وبالتأكيد ستكون منشآت الحزب ومواقعه واسلحته في مقدمة بنك الأهداف الإسرائيلي في لبنان علاوة على القضاء على كل مصادر التهديد في المنطقة الواقعة بين الحدود الإسرائيلية وبين جنوبي نهر الليطاني أو ما يسمى بمنطقة الخط الأزرق والتي ترى إسرائيل أن مستوطناتها الشمالية لن تكون أمنة إلا بخلو هذه الرقعة من أي وجود عسكري لحزب الله، والوجود العسكري المسموح به إسرائيلياً يكون لقوات الجيش الوطني اللبناني ولقوات حفظ السلام اليونيفيل.
هذه الصورة أكدتها التصريحات الغير مسبوقة لوزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب يوم العاشر من شهر سبتمبر ٢٠٢٤ والتي أكد فيها لأول مرة قبول الدولة اللبنانية بالتفاوض الغير مباشر لوقف الحرب مع إسرائيل.. وتأكيده بانه سيتم اقناع الحزب بذلك.
@salemalyami