بدأ البحث عن النفط في المملكة العربية السعودية عام 1921، فقد كان الملك عبدالعزيز في حاجة إلى مورد اقتصادي جديد يساعده في تطوير الدولة.
وفي ذلك الحين، طلب من طبيبه البريطاني أليكس مان البحث عن شركة للتنقيب عن النفط في الأحساء، وانتهى الأمر بإعطاء الإنجليز ممثلين بشركة النقابة الشرقية العامة امتياز التنقيب عن النفط.
شركات التنقيب
شرعت الشركة في أعمال التنقيب عن النفط، ودفعت إيجار السنة الأولى حسبما نص عليه الامتياز، إلا أنها لم تجد النفط، ثم دفعت إيجار السنة الثانية، لكن لم تظهر نتائج تُذكر، فأصبحت الشركة تعاني الافتقار للأموال اللازمة للاستمرار في التنقيب، ما جعلها تتخلى عن دفع الإيجارات، فلم يكن أمام الملك عبدالعزيز خيار إلا أن يلغي ذلك الامتياز عام 1928.
في عام 1929، وبعد مرور عام على إلغاء امتياز شركة النقابة الشرقية، بدأت المملكة تعاني حالة اقتصادية سيئة نتيجة قلة الموارد التي تعود أهم أسبابها إلى الأزمة الاقتصادية العالمية "الكساد الكبير" التي اجتاحت العالم آنذاك، ما أدى إلى قلة عدد الحجاج.
النفط في التكوينات الجيولوجية بالظهران
في تلك الأثناء، كان رجل الأعمال الأمريكي تشارلز كرين يرسل عدة برقيات للملك عبدالعزيز في محاولة لمقابلته، فوافق وحدث اللقاء بين الشخصيتين عام 1931، وأسفر عن إرسال خبير يبحث في موارد المملكة وهو كارل تويتشل، الذي أجرى جولة تقارب 18 شهرًا كتب بعدها تقريرًا، كان مما ورد فيه إمكانية وجود النفط في التكوينات الجيولوجية بمنطقة الظهران.
عزز هذا التقرير اكتشاف النفط بكميات تجارية في جبل الدخان بالبحرين عام 1932، فالمنطقتان متقاربتان من حيث الطبقات الجيولوجية.
عزز هذا التقرير اكتشاف النفط بكميات تجارية في جبل الدخان بالبحرين عام 1932، فالمنطقتان متقاربتان من حيث الطبقات الجيولوجية.
البحث عن مستثمرين
كل ذلك أعاد الأمل وشجع الملك عبدالعزيز على البحث عن مستثمرين يتولون مهمة البحث عن النفط واستخراجه، فوقّع الملك امتياز النفط الثاني مع شركة أمريكية وهي شركة "ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا" عام 1933.
بعد الحصول على امتياز التنقيب عن النفط، شكّلت شركة سوكال فريقًا يتكون من 13 جيولوجيًا أمريكيًا، وكان من مهامهم دراسة المنطقة الشرقية وطبيعتها الجغرافية.
بعد الحصول على امتياز التنقيب عن النفط، شكّلت شركة سوكال فريقًا يتكون من 13 جيولوجيًا أمريكيًا، وكان من مهامهم دراسة المنطقة الشرقية وطبيعتها الجغرافية.
أسطورة الجيولوجيين
لا تمر قصة اكتشاف النفط في السعودية مرور الكرام دون ذكر أسطورة الجيولوجيين "ماكس ستنكي".
فبعد خمس سنوات من التنقيب المستمر، فقدت شركة سوكال الأمل في وجود نفط بالمملكة، ولم تعد تتحمل تكاليف عمليات التنقيب، خصوصًا مع تسجيل سوق الأسهم الأمريكية أدنى مستوياتها بشكل يومي في تلك الفترة.
ووصلت برقية إلى الشركة تحثها على العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كان لأسطورة الجيولوجيين في ذلك الوقت ماكس ستنكي رأي آخر، فطلب مهلة ليقينه التام بوجود نفط في المملكة، ولم يستجب إلى هذه الأوامر وواصل أبحاثه في حقل الدمام.
فبعد خمس سنوات من التنقيب المستمر، فقدت شركة سوكال الأمل في وجود نفط بالمملكة، ولم تعد تتحمل تكاليف عمليات التنقيب، خصوصًا مع تسجيل سوق الأسهم الأمريكية أدنى مستوياتها بشكل يومي في تلك الفترة.
ووصلت برقية إلى الشركة تحثها على العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كان لأسطورة الجيولوجيين في ذلك الوقت ماكس ستنكي رأي آخر، فطلب مهلة ليقينه التام بوجود نفط في المملكة، ولم يستجب إلى هذه الأوامر وواصل أبحاثه في حقل الدمام.
خميس بن رمثان العجمي
استعان الجيولوجيون الأمريكيون، ولصعوبة معرفة الطرق خصوصًا في الربع الخالي، بخميس بن رمثان العجمي كبوصلة لهم، فكان خير معين لشركة سوكال، ووصفه الجيولوجي توم بارجر بقوله: "في الصحراء لا يتوه خميس أبدًا، لأنه، بالإضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كان لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر دغلة كان قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر، سمع عنه قبل 10 سنوات".
لتشابه الطبيعة الجغرافية لمملكة البحرين من السعودية وقربها، أخذت كنموذج عمل، بدأ العمل في حقل الدمام عام 1935 على مساحة 140 ألف كيلو متر مربع.
وجرى حفر البئر الأولى ولم يخرج منها شيء، البئر الثانية حُفرت عام 1936، وتدفق منها النفط بمعدل 335 برميلًا، لكن كمية الماء كانت أكبر من كمية النفط.
البئر الثالثة أنتجت 100 برميل، لكنه يحتوي على 15% ماء، البئر الرابعة والخامسة خيبتا الأمل، البئر السادسة أنتجت كميات قليلة من الزيت مخلوطة مع الماء، فبدأ القلق وخيبة الأمل تدب في الفريق.
لتشابه الطبيعة الجغرافية لمملكة البحرين من السعودية وقربها، أخذت كنموذج عمل، بدأ العمل في حقل الدمام عام 1935 على مساحة 140 ألف كيلو متر مربع.
وجرى حفر البئر الأولى ولم يخرج منها شيء، البئر الثانية حُفرت عام 1936، وتدفق منها النفط بمعدل 335 برميلًا، لكن كمية الماء كانت أكبر من كمية النفط.
البئر الثالثة أنتجت 100 برميل، لكنه يحتوي على 15% ماء، البئر الرابعة والخامسة خيبتا الأمل، البئر السادسة أنتجت كميات قليلة من الزيت مخلوطة مع الماء، فبدأ القلق وخيبة الأمل تدب في الفريق.
بئر الخير
في صيف 1936، بدأ الحفر في البئر رقم 7، وقد واجه فريق الحفر الكثير من المشكلات منذ بداية الحفر، فجرى استدعاء فريد دافيس وماكس ستينكي إلى سان فرانسيسكو للاجتماع مع مجلس إدارة الشركة للبت في موضوع الانسحاب من السعودية بعد ارتفاع تكاليف التنقيب عن النفط والنتائج المخيبة للتنقيب، وكان سوق الأسهم يسجل مستويات دنيا بشكل يومي تقريبًا.
في يوم 3 مارس 1938، اجتمع مجلس الإدارة لاتخاذ قرار بشأن الانسحاب من السعودية، وصلت برقية إليهم تخبرهم بأن البئر رقم 7 انفجرت بالبترول، وأن الإنتاج يصل إلى 1600 برميل يوميًا.
وبعدها بعدة أيام وصل الإنتاج إلى 4000 برميل يوميًا، واستمرت البئر في الإنتاج لمدة 44 عامًا، حتى الغلق بالإسمنت عام 1982 بعد أن أنتجت 32.5 مليون برميل.
في يوم 3 مارس 1938، اجتمع مجلس الإدارة لاتخاذ قرار بشأن الانسحاب من السعودية، وصلت برقية إليهم تخبرهم بأن البئر رقم 7 انفجرت بالبترول، وأن الإنتاج يصل إلى 1600 برميل يوميًا.
وبعدها بعدة أيام وصل الإنتاج إلى 4000 برميل يوميًا، واستمرت البئر في الإنتاج لمدة 44 عامًا، حتى الغلق بالإسمنت عام 1982 بعد أن أنتجت 32.5 مليون برميل.
تصدير النفط السعودي
أول صفقة نفطية ونقطة تحول في تاريخ أرامكو كانت في الأول من مايو عام 1939، وكان الملك عبد العزيز يقف على متن الناقلة "دي جي سكوفيلد" في حفل تدشين أول شحنة نفط خام تصدرها المملكة العربية السعودية من رأس تنورة.
تزامن هذا مع اكتمال خط الأنابيب الذي امتد من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة بطول 69 كيلومترًا، إذ رست ناقلة النفط التي أدار الملك عبد العزيز صمام النفط فيها إيذانًا ببدء تصدير الزيت السعودي الخام وتحميل أول شحنة منه إلى العالم.
وبعد اكتشاف النفط، تغير اسم الشركة من "كاليفورنيا-أريبيان ستاندارد أويل كومباني" إلى "أريبيان أميريكان أويل كومباني – أرامكو" وذلك عام 1944.
تزامن هذا مع اكتمال خط الأنابيب الذي امتد من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة بطول 69 كيلومترًا، إذ رست ناقلة النفط التي أدار الملك عبد العزيز صمام النفط فيها إيذانًا ببدء تصدير الزيت السعودي الخام وتحميل أول شحنة منه إلى العالم.
وبعد اكتشاف النفط، تغير اسم الشركة من "كاليفورنيا-أريبيان ستاندارد أويل كومباني" إلى "أريبيان أميريكان أويل كومباني – أرامكو" وذلك عام 1944.
حقل بقيق
واصل ستنكي أبحاثه في المملكة ليكتشف في عام 1940 حقل بقيق الضخم الذي يضم أكبر مرافق معالجة الزيت في المملكة، إضافة إلى أكبر معمل لتركيز الزيت في العالم.
كما تزيد طاقة الحقل الإنتاجية على 7 ملايين برميل من الزيت يوميًا، ويجري في معامل بقيق معالجة 70% من إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6% من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية.
كما يُقدر إجمالي الاحتياطيات المؤكدة في حقل نفط بقيق بنحو 22.5 مليار برميل.
كما تزيد طاقة الحقل الإنتاجية على 7 ملايين برميل من الزيت يوميًا، ويجري في معامل بقيق معالجة 70% من إنتاج أرامكو، والذي يمثل 6% من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية.
كما يُقدر إجمالي الاحتياطيات المؤكدة في حقل نفط بقيق بنحو 22.5 مليار برميل.
حقل الغوار
واكتُشف حقل الغوار على يد الجيولوجي ستنكي عام 1948، ويمتد الحقل النفطي من مدينة الأحساء شرق المملكة وحتى قرب الخرج "جنوب شرق العاصمة"، على مساحة 256 كيلومترًا، في أكبر حقل نفط في العالم، من حيث المساحة وكمية الإنتاج والاحتياطي النفطي.
ويبلغ إنتاجه 5 ملايين برميل يوميًا، وأُنتج منه أول شحنة نفط في عام 1951، وتُعد سنة 2005 ذروة إنتاجه.
ويبلغ إنتاجه 5 ملايين برميل يوميًا، وأُنتج منه أول شحنة نفط في عام 1951، وتُعد سنة 2005 ذروة إنتاجه.
خط أنابيب التابلاين
يُعد خط أنابيب "التابلاين" واحدًا من خطوط نقل النفط المهمة في تاريخ المملكة، فقد لعب دورًا مهمًا في جهود إعادة الإعمار التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وعُدّ مأثرة تاريخية في مجال الهندسة، أدخل الطاقة إلى أوروبا في أعقاب الحرب، كما أسهم في تنمية شمال المملكة.
ويمتد الخط بطول 1,648 كيلومترًا لربط حقول النفط في شرق المملكة بالبحر المتوسط، وبدأ في عام 1947 بناء الخط بمشاركة 16,110 عاملين في بنائه.
وبدأ تشغيل الخط في عام 1950 كأكبر شبكة لأنابيب النفط في العالم، فقد كان ينقل مليارات البراميل من النفط الخام من بقيق على الخليج العربي إلى ميناء صيدا على البحر المتوسط في لبنان، ليجسد لحظة محورية في تاريخ المملكة.
حقق "التابلاين" النجاح، ففي عام 1950 أنتج 200 مليون برميل من النفط، وفي عام 1951، الذي يوافق أول عام لتشغيل خط الأنابيب بالكامل، ارتفع إنتاج المملكة إلى 278 مليون برميل، وقد كان أكثر من ثلث الإنتاج يُضخ عبر خط التابلاين.
ويمتد الخط بطول 1,648 كيلومترًا لربط حقول النفط في شرق المملكة بالبحر المتوسط، وبدأ في عام 1947 بناء الخط بمشاركة 16,110 عاملين في بنائه.
وبدأ تشغيل الخط في عام 1950 كأكبر شبكة لأنابيب النفط في العالم، فقد كان ينقل مليارات البراميل من النفط الخام من بقيق على الخليج العربي إلى ميناء صيدا على البحر المتوسط في لبنان، ليجسد لحظة محورية في تاريخ المملكة.
حقق "التابلاين" النجاح، ففي عام 1950 أنتج 200 مليون برميل من النفط، وفي عام 1951، الذي يوافق أول عام لتشغيل خط الأنابيب بالكامل، ارتفع إنتاج المملكة إلى 278 مليون برميل، وقد كان أكثر من ثلث الإنتاج يُضخ عبر خط التابلاين.
حقل السفانية
بدأت أعمال التنقيب عن حقل السفانية في عام 1939، بواسطة الجيوفيزيائي في شركة النفط العربية الأمريكية أرامكو دك كير، عندما كتب إلى جانبه وعلى خريطة المنطقة "منطقة مرتفعة محتملة في المياه المغمورة".
وكانت المنطقة المرتفعة فعلًا تمثل مكمن زيت على عمق آلاف الأقدام في باطن الأرض، لتصبح لاحقًا أكبر مكمن زيت يجري اكتشافه على الإطلاق في المنطقة المغمورة.
ويقع حقل السفانية في مياه الخليج العربي، ويصل إنتاجه إلى أكثر من 1.2 مليون برميل في اليوم، وهو أكبر حقل نفطي مغمور تحت الماء في العالم، تصل مساحته إلى 50 كيلومترًا طولًا و15 كيلومترًا عرضًا.
واكتُشف الحقل في عام 1951، وبدأ الإنتاج من حقل السفانية حسب الجدول المقرر في منتصف أبريل 1957.
وكانت المنطقة المرتفعة فعلًا تمثل مكمن زيت على عمق آلاف الأقدام في باطن الأرض، لتصبح لاحقًا أكبر مكمن زيت يجري اكتشافه على الإطلاق في المنطقة المغمورة.
ويقع حقل السفانية في مياه الخليج العربي، ويصل إنتاجه إلى أكثر من 1.2 مليون برميل في اليوم، وهو أكبر حقل نفطي مغمور تحت الماء في العالم، تصل مساحته إلى 50 كيلومترًا طولًا و15 كيلومترًا عرضًا.
واكتُشف الحقل في عام 1951، وبدأ الإنتاج من حقل السفانية حسب الجدول المقرر في منتصف أبريل 1957.
50% من أرباح أرامكو
وبحلول عام 1950، كانت الحكومة السعودية قد تمكنت من الحصول على 50% من أرباح أرامكو، ثم بدأت السيطرة تدريجيًا على عمليات الشركة لتحصل على 25% منها عام 1973، والتي أصبحت 60% في العام الذي يليه.
وفي عام 1980 امتلكت الحكومة السعودية شركة أرامكو بأكملها لتنشئ بعد 8 أعوام شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" رسميًا، لتكون شركة جديدة تتولى جميع مسؤوليات شركة أرامكو بقيادة علي بن إبراهيم النعيمي، الذي أصبح أول رئيس سعودي للشركة في عام 1984، ثم أول رئيس لأرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين وذلك عام 1988
.
وفي عام 1980 امتلكت الحكومة السعودية شركة أرامكو بأكملها لتنشئ بعد 8 أعوام شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" رسميًا، لتكون شركة جديدة تتولى جميع مسؤوليات شركة أرامكو بقيادة علي بن إبراهيم النعيمي، الذي أصبح أول رئيس سعودي للشركة في عام 1984، ثم أول رئيس لأرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين وذلك عام 1988
.
مراحل اكتشاف النفط وتصديره
10/7/1357هـ - 4/9/1938م
بدء شحن الزيت بالصنادل إلى مصفاة بابكو في البحرين.
14/1/1357 - 16/03/1938
تدفق البترول بكميات تجارية ن بئر الدمام رقم 7 في المنطقة الشرقية.
11 /3/ 1358هـ -1 /5 /1939م
تصدير أول شحنة من الزيت الخام تقدر بنحو 450 طنًا على الناقلة د. جي. سكوفيلد في، بحضور المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أدار صمام النفط إيذانًا ببدء تصدير الزيت السعودي الخام، وتزامن هذا مع اكتمال خط الأنابيب الذي امتد من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة بطول 69 كيلومترًا.
1940م
اكتشاف حقل بقيق الضخم الذي يضم أكبر مرافق معالجة الزيت في السعودية.
1947م
بناء الخط بمشاركة 16,110 عمال في بنائه.
1948م
اكتشاف حقل الغوار.
1950م
بدأ تشغيل خط التابلاين.
بدء حصول المملكة على 50% من أرباح أرامكو.
بدء حصول المملكة على 50% من أرباح أرامكو.
1951م
اكتشاف حقل السفانية.