الحياة بيضاء، أول جملةٍ قالتها الحكمة بعد سؤال النجاح، فابتهجت، ولم تكمل الحكمة جملتها، وقامت بإعداد الكثير من المشاريع بإيجابية، وأعدَّت مخططًا أبيض اللون بافتراض أن الحياة بيضاء، ووفقًا لهذا انتعشت دراسات الجدوى بالنتائج المرجوة، وارتفعت نسب توقعات الإنجاز، وظهرت المنتجات، والخدمات متألقةً للغاية، وقبل أن تضع النجاح المخططات على مخطط الحياة الأبيض حذرتها الحكمة من أن أي مخططٍ يضع لونًا غير الأبيض مرفوض! وكلما وضعت النجاح أحدهم اتسخ اللون الأبيض باللون الأسود.
إن الحياة سوداء، قالت الحكمة، ولم يستمع النجاح لتتمة الكلام، فوضع مخططات سلبية، وتخاذلت دراسات الجدوى الاقتصادية بعدم وجود أي مؤشرات إيجابية واضحة لتخطيط المشاريع، وتساقطت نسب النمو واحدةً تلو الأخرى، وكانت علامات السلبية تتزايد مع دموع النجاح أثناء عمله، وتدهور مستوى الإنتاجية، وارتفاع أسعار المواد كان مسيطرًا، وقبل وضعها أكدَّت الحكمة ألا يتسخ اللون الأسود، ووضعت النجاح مخططاتها، وكان الحزن باديًا على وجهها، وكلما وضعت لونًا اتسخ اللون الأسود، وظهر اللون الأبيض.
الحياة بيضاء، وسوداء، ولهذا فلونها رمادي، وهذا ما لم تستمع إليه أيها النجاح، انهض، وضع مخططاتكِ بهدوء، وسوف أساعدكِ، قالت الحكمة، وهي تمسح دموع النجاح ببسمةٍ هادئة، وصنع النجاح المخططات، وساعدته الحكمة على تحقيق أهدافه الذي يطمح إليها، فانتصفت مستويات النمو، وتحسنت دراسات الجدوى، وتسابقت علامتا الإيجابية، والسلبية، وأخبرت الحكمة النجاح أن تحقيق الهدف لا يعني بالضرورة التفوق التام، أو الإنهيار العام، بل إن توقع حدوث تغيرات كبيرة خلال المشروع سوف يغير مسار العمل.
وضعت الحكمة مع النجاح المخططات دون الخوف من تناثر الألوان، وقفزت الإيجابية، والسلبية بين المشاريع، فضحك النجاح، وأبعد المشاريع السلبية، وأضافت الحكمة إليها لمساتها التحفيزية حتى تحقق الهدف؛ فالحياة رمادية بين الأبيض، والأسود.
@bayian03