آفاق جديدة
وأضافت أن هذا الإنجاز، الذي تميز بوصول أكثر من 27 مليون سائح دولي وأكثر من 79 مليون سائح محلي بإجمالي إنفاق يزيد عن 67 مليار دولار أمريكي، لا يظهر فقط قطاع السياحة القوي في المملكة، بل ويؤكد أيضا على التزام وزارة السياحة السعودية بجمع البيانات المتقدمة والتحليل الإحصائي، وهي أولوية أكدت عليها منظمة الأمم المتحدة للسياحة.وتعتمد قصة نجاح المملكة على أساس من المبادرات والإصلاحات الاستراتيجية التي دفعت قطاع السياحة إلى آفاق جديدة.
ومع زيادة مذهلة بنسبة 390% في الطلب على تراخيص الأنشطة السياحية في عام 2023، ومساهمة السياحة في إجمالي القيمة المضافة غير النفطية المقدرة بأكثر من 7%، فإن رؤية المملكة العربية السعودية للمستقبل واضحة.
ومع مساهمة قطاع السياحة المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي المقدرة بأكثر من 4%، أظهرت البلاد مرونتها وإبداعها والتزامها بالتميز.
قطاع مزدهر
وأظهر قطاع السياحة في المملكة مرونة ملحوظة، حيث بلغ الإنفاق الداخلي أكثر من 37 مليار دولار أمريكي في عام 2023 وزيادة كبيرة في غرف الفنادق في جميع أنحاء المملكة، وتعد هذه الإنجازات شهادة على التزام المملكة العربية السعودية بإنشاء قطاع سياحي مزدهر ومستدام، كما تؤكد المنظمة الأممية.وقالت المنظمة، إن فرص العمل التي يوفرها قطاع السياحة تشكل حجر الزاوية في نجاح المملكة العربية السعودية، فاعتبارا من عام 2023، ومع 925.5 ألف وظيفة في قطاع السياحة واستثمارات كبيرة في التدريب، تسير المملكة على الطريق الصحيح لجعل السياحة ثاني أكبر مشغل للعمالة بحلول عام 2030.
ويضمن هذا التركيز على تنمية القوى العاملة تقاسم فوائد نمو السياحة على نطاق واسع وبشكل مستدام.
وبينما تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو تحقيق هدفها المتمثل في استقطاب 150 مليون سائح بحلول عام 2030، تتطلع الأمم المتحدة للسياحة إلى دعم رحلتها والاحتفال بنجاحاتها وتعزيز مستقبل أكثر مرونة واستدامة وشاملا للسياحة العالمية.
رؤية واضحة
وقالت منظمة السياحة العالمية إن الإنجاز الذي حققته المملكة العربية السعودية باستقبال أكثر من 100 مليون سائح في عام 2023 هو نموذج لما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والابتكار والرؤية الواضحة للمستقبل.وأضافت إن المملكة لا تعد بتجربة سياحية متنوعة وغنية فحسب، بل إنها تفي بهذا الوعد، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا لصناعة السياحة العالمية.
وذكر موقع "ترافيل أند تور وورلد" أن الزيادة التي بلغت 73% في أعداد السياح في المملكة العربية السعودية هي جزء من أجندة رؤية 2030 الأوسع نطاقا، والتي تهدف إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط من خلال تنويع اقتصادها، حيث تلعب السياحة دورا رئيسيًا.
وقال الموقع إن تأشيرات السياحة وتطوير المنتجعات الفاخرة والأحداث الدولية مثل موسم الرياض ورالي داكار، اجتذبت موجة جديدة من الزوار، كما شهدت استثمارات المملكة في السياحة الثقافية، وخاصة حول المواقع التاريخية والدينية، استجابة إيجابية.
تعزيز التصنيف الائتماني
ومؤخرا، قالت مديرة التصنيفات السيادية في وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني ذهبية جوبتا، إن القطاع السياحي في السعودية بشكل عام يمثل حاليا نحو 4 % من الناتج المحلي الإجمالي، وهو من القطاعات ذات الإمكانات الكبيرة والحيوية والمنتجة خلال 2023، مشددة في الوقت نفسه على أن قطاع السياحة يعد أحد العوامل الجديدة التي تدعم تعزيز التصنيف الائتماني السعودية.وبينت جوبتا، أن تجاوز أعداد السياح في السعودية، أعداد أقرانهم في دول الـعشرين، يعد إنجازا مهما وجديدا، نتيجة تسهيل إجراءات التأشيرة وإصدارها في وقت وجيز وسلس، ما ساعد على زيادة مؤشرات السياحة بشكل عام.
إضافة إلى القدرة على البقاء لفترة أطول في السعودية، وأيضا توفير مزيد من سبل وسائل السياحة الترفيهية وتعددها في أماكن مثل: العلا والبحر الأحمر، والمهرجانات والأحداث الرياضية الجديدة في الرياض والمدن الأخرى التي شهدت تطورات وتحسينات كبيرة ومتنوعة لجذب السياح من شتى أنحاء العالم.
والتصنيف الائتماني للسعودية في تصنيف "ستاندرد آند بورز" هو "أ"مع نظرة إيجابية، مع توقعات بنمو قوي في القطاع غير النفطي ومتانة اقتصادية.
وقد أطلقت وزارة السياحة، مؤخرا، حملة "ضيوفنا أولويتنا" بهدف تحسين جودة خدمات الضيافة في كافة أنحاء المملكة.
وتركز المبادرة على ضمان امتثال مرافق الضيافة لمعايير الترخيص والتصنيف، كما تسعى إلى تعزيز تجربة السائح المحلي والدولي من خلال الالتزام بجميع اللوائح والمتطلبات.