المملكة استثمرت بكثافة في الذكاء الاصطناعي لتنويع الاقتصاد
الجمع بين روح المبادرة الحكومية والقطاع الخاص يطور مركز الذكاء الاصطناعي
نماذج اللغة العربية تساعد المملكة على منافسة الأسواق الناطقة بالإنجليزية
استضافت المملكة العربية السعودية القمة العالمية الثالثة للذكاء الاصطناعي"Gain Summit"، من 10 - 12 سبتمبر الجاري، تحت شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية" بمشاركة أكثر من 400 متحدث من أكثر من 100 دولة.
ركزت القمة على 5 مجالات هي: الخوارزميات وأنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي - البيانات الضخمة التي تستخدم في تلك الخوارزميات - البنية التحتية والمعالجات المتقدمة - القدرات البشرية - السياسات والتنظيمات ومنها أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
الاستخدام المسؤول
وجرى خلال القمة الإعلان عن سياسات مختلفة، بما في ذلك إطلاق المبادئ التوجيهية من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" لمعالجة الاستخدام المسؤول للتزييف العميق، والكشف عن ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، الذي يضع إطارا لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم والمبادئ الإسلامية، وإطار عالمي لجاهزية الذكاء الاصطناعي بقيادة الاتحاد الدولي للاتصالات.حدث رئيسي
لفتت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، إلى أن قمة الذكاء الاصطناعي في الرياض، واحدة من الفعاليات الدولية التي تستضيفها المملكة في إطار رؤية السعودية 2030 الطموحة، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لخفض اعتماد الاقتصاد على النفط والغاز.ووفقا لتوقعات الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، إنه من المتوقع أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد السعودي إلى 12% بحلول عام 2030 مع نمو سوق الذكاء الاصطناعي بمعدل سنوي يبلغ 29%.
وفي الحكومة، بدأت 39% من وكالات المملكة في استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث قال 81% من المستخدمين إن الذكاء الاصطناعي "عزز بشكل كبير تقديم خدماتهم".
واعتبرت الصحيفة الصينية أن - Gain Summit - حدثا رئيسيا ليظهر التزام المملكة ببناء اقتصاد قائم على المعرفة.
تنويع الاقتصاد
ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن المملكة العربية السعودية تسعى إلى خفض اعتماد اقتصادها على النفط والغاز، واستثمرت بكثافة في الذكاء الاصطناعي، في إطار برنامج تنويع الاقتصاد، الذي يسهم في تحقيق الأهداف المحددة في رؤية 2030.ونقلت الشبكة عن نيك ستودر، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الإدارية أوليفر وايمان جروب، الذي شارك في قمة GAIN، إن التركيز على نماذج اللغة العربية يمكن أن يساعد المملكة العربية السعودية على التنافس مع الأسواق الناطقة باللغة الإنجليزية التي تتمتع "بميزة أساسية" في هذا المجال بسبب العديد من نماذج اللغة الكبيرة المتاحة.
روح المبادرة
وبحسب ستودر، هناك أكثر من نصف دزينة من نماذج اللغة العربية الكبيرة قيد التطوير في البلاد، مع التركيز على مجموعة من حالات الاستخدام، من الدردشة إلى التطبيقات الحكومية والشركات.وأضاف أن "هذا الجمع بين روح المبادرة الحكومية والقطاع الخاص قد يؤدي إلى تطوير مركز للذكاء الاصطناعي، خاصة وأن المملكة والمنطقة الأوسع تسعى إلى تنويع اقتصاداتها".
وحققت المملكة المركز 14 عالميًا والأولى عربيًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي المعتمد من منظمة الأمم المتحدة ممثلة بالهيئة الاستشارية للذكاء الاصطناعي، وذلك من بين 83 دولة في العالم، كما واصلت تصدرها للمركز الأول عالميًا في معيار الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي وفقًا لنفس المؤشر، في خطوة تؤكد أن المملكة هي الدولة الأسرع تقدما في العالم في الذكاء الاصطناعي وذلك بتقدمها 17 مرتبة ضمن المؤشر.
كما حققت في هذا المؤشر المركز السابع عالميًا في معيار التجارة بالذكاء الاصطناعي الأمر، الذي يؤكد التزام المملكة في تبني وتطوير مجال الذكاء الاصطناعي والاستثمار في تقنياته وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال.
ويُصنف المؤشر الذي أطلق عام 2019 مشهد الذكاء الاصطناعي عبر سبعة مؤشرات رئيسة هي: الإستراتيجية الحكومية، والبيئة التشغيلية، والبنية التحتية، والأبحاث، والتطوير، والكفاءات، والتجارة، ويتفرع منها 122 معياراً تشارك فيه 83 دولة.
دعم مستمر
ويؤكد هذا الإنجاز ما تحظى به الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" من دعم مستمر ومتواصل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - رئيس مجلس إدارة الهيئة - لتضطلع بدورها في النهوض بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.وقادت "سدايا" التوجه الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي لتحقيق تطلعات سمو ولي العهد - حفظه الله - ومستهدفات رؤية المملكة 2030، فعملت على تطوير الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي من أجل توحيد الجهود وإطلاق المبادرات الوطنية في البيانات والذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستفادة المثلى منهما.
مجلس استشاري
يذكر أن المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي تصدره شركة تورتويس إنتليجينس Tortoise Intelligence، وهي شركة عالمية لديها مجلس استشاري عالمي يضم خبراء في الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم.وبحسب تقرير صادر عن شركة "PwC" للاستشارات، فإن الذكاء الاصطناعي قد يساهم بمبلغ 320 مليار دولار في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، أي حوالي 2% من إجمالي الفوائد العالمية.