مجرد تخيل أن هذا الوطن الشاسع بمساحة قارة، قد جرى توحيده على صهوة فرس وظهر بعير، في أصعب الظروف وضيق ذات اليد والعوز، تكتب ملحمة تاريخية خالدة ملهمة للأجيال وللشعوب التي تحلم بالنهوض.
الملك عبدالعزيز، ورجاله الشجعان الأفذاذ، رحمهم الله، آمنوا بالحلم العظيم وبالوطن فصبروا وصابروا وجالدوا هوام التاريخ والذئاب الجائعة والخارجين والعابثين، إلى أن أنعم الله عليهم بالفتح المبين، فتسيدوا وأشادوا وطناً مترامي الأطراف وهنأوا وهنأ مواطنوهم بالنصر، ثم لم تغمض عين للمؤسس العظيم وأبنائه الأفذاذ الذين تعاقبوا على قيادة المملكة، إذ سهروا يحمون الكيان العظيم، من عواصف الدهور والمتربصين وتقلبات الظروف، بالحكمة والبصيرة والخبرة والحنكة السياسية المبدعة، وفي نفس الوقت بدأوا حركة بناء تاريخية تضرب بها الأمثال.
وجاهد قادة الوطن وحققوا أهم إنجاز، واغلى حلم بتأليف قلوب الناس في اصقاع مترامية وجغرافيا شاسعة المسافات متنوعة السحن والثقافات والعادات، حتى توطدت الهوية الوطنية الواحدة، وأصبحنا بنعمة الله إخواناً، بفضل الله ثم بفضل جهود القادة البنائيين الأفذاذ. وبتنا مضرب مثل في التآلف والتآخي والنسيج الوطني الصلب، ونهضة تنموية رائعة في التعليم والصحة والنقل والخدمات وأضخم اقتصاد في منطقة الوطن العربي، فتشكلت واحدة من أروع اللوحات الزاهية في التاريخ الإنساني وحلم الشعوب بالنهوض والريادة.
وهذا جواب إلى الشعوبيين والكارهين الذين، على مدى عشرات السنين، وظفوا آلاف من المشائين بالسوء والأبواق، ومئات الملايين من الدولارات، لبث السموم ولزرع الفتنة في الوطن، ووهنه، فوهنوا أنفسهم وباءت خططهم بالفشل، وهم يتعجبون من ولاء السعوديين الذي لا يهتز لقادتهم ووطنهم.
وبالنقاء والصدق والكفاءة نسج السعوديون أروع قصة ولاء ووحدة ونماء وتكاتف، وهزموا أحزاب الشيطان ومواليها وذيولها وخدمها الذين لم يتعظوا، ولا يزالون، حتى اليوم، يحاولون النيل من الكيان العظيم، وجبل طويق الصلب الاشم.
وتر
وطن الخلود.. ومنائر البيت العتيق
والنهار، وضياء الشمس
والواحات والشاهقات، والسواحل
سلام لسواعد البناء
سلام لوطن الملهمات..
@malanzi3