كسب موقع أبرق الرغامة شهرة واسعة بسبب ارتباط بتاريخ المملكة العربية السعودية، فقد شهد هذا الموقع آخر نقطة وقف فيها الملك عبد العزيز آل سعود وهو يقود مسيرته لتوحيد المملكة، وفي هذه المنطقة رسم "رحمه الله" بداية مرحلة البناء للدولة الحديثة.
ويقع أبرق الرغامة في الجهة الشرقية من مدينة جدة، وهو عبارة عن مرتفع جبلي يشرف على السهول المحيطة به، مما جعله موقعًا استراتيجيًا في العديد من المعارك التاريخية.
وفي عام 1925 (1344هـ) ألقى المؤسس خطبته الشهيرة من هناك، معلناً عزمه على بناء دولة قوية ومستقرة تحت راية الإسلام، وكان لهذا الإعلان أثر كبير في توحيد الصفوف وإنهاء الفتن الداخلية، وبعد ذلك تحول أبرق الرغامة من مجرد موقع جغرافي إلى رمز للوحدة الوطنية والكفاح من أجل التوحيد، وكل عام يُستذكر هذا الموقع في إطار الاحتفالات الوطنية لما يمثله من معاني الفخر والاعتزاز بتاريخ البلاد.
تعزيز الوعي بالتاريخ السعودي
وقفت "اليوم" على ذلك المعلم التاريخي الذي أصبح رمزًا لانتصار الملك عبدالعزيز في تحقيق هدفه الأسمى بتوحيد المملكة العربية السعودية، وهو ما رسخ قيم الصبر والمثابرة والقيادة الحكيمة.
وبين مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة محمد نوار، أن أمانة محافظة جدة تنظم في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة سلسلة من الفعاليات المتميزة ضمن حزمة من الأنشطة مثل عروضًا فلكلورية شعبية، ومسابقات للأطفال، ومسرحًا ترفيهيًا، وركنًا للرسم، إلى جانب عروض الدمى المتحركة التي أضافت جواً من البهجة والمرح كما جرى تقديم الهدايا التذكارية للأطفال لتضفي طابعاً احتفالياً خاصاً يعزز شعور الانتماء.
وأوضح أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة والذي أنشئ في 1408 هـ هو أحد المشاريع الثقافية المهمة في المملكة العربية السعودية، ويأتي كجزء من الجهود الوطنية لتعزيز الوعي بالتاريخ السعودي وترسيخ الهوية الوطنية ويقع المركز في موقع أبرق الرغامة التاريخي في شرق جدة، وهو المكان الذي شهد واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود.
إحياء التراث الوطني
وقال نوار إن هناك 4 أهداف للمركز تتمثل في (التعريف بالتاريخ الوطني) إذ يهدف المركز إلى تسليط الضوء على الدور الذي لعبه أبرق الرغامة في تاريخ المملكة، من خلال عرض قصص المعارك والأحداث التي جرت فيه والتي كان لها تأثير حاسم في توحيد المملكة، وثانياً (إحياء التراث الوطني) حيث يعمل المركز على إحياء التراث الوطني وربط الأجيال الجديدة بماضيهم وتاريخ بلادهم، من خلال تنظيم معارض وفعاليات تثقيفية تهدف إلى تقديم التراث السعودي بشكل معاصر وجاذب.
وأشار إلى أن الهدف الثالث يتمثل في (التثقيف والتعليم) إذ يوفر المركز برامج تعليمية وتثقيفية للزوار، بما في ذلك المحاضرات والندوات والمعارض الفنية التي تتناول التاريخ السعودي، مع التركيز على جهود الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة، وأخيراً (الاهتمام بالفن والثقافة) فبالإضافة إلى دوره في التعريف بالتاريخ، يتيح المركز فضاءات للفن والثقافة، بتنظيم معارض فنية وثقافية مرتبطة بتاريخ المملكة وثقافتها العريقة.
وجهة ثقافية وتاريخية
وأكد نوار أن أهمية المركز تتمثل في تخليد ذكرى توحيد المملكة من خلال المركز، إذ يتم تكريس ذكرى توحيد المملكة بشكل دائم في ذاكرة الأجيال القادمة، وتقديم معلومات غنية وموثوقة عن تلك الفترة، كما أن من الأهداف الأساسية هو التنمية السياحية والثقافية، ويعزز المركز من مكانة جدة كوجهة ثقافية وتاريخية، ما يساهم في تطوير السياحة الثقافية في المنطقة.
وأضاف بأن مساحة الإجمالية للمركز تصل إلى 62,500 م٢ ، ويوجد به 4 قاعات وأكثر من 207 مواقف، ويتكون من 5 مواقع مختلفة تمثل مناطق المملكة، فهناك المنطقة الغربية تتألف من الحجر المنقبي، ومنطقة مدائن صالح يحوي مجسم للمدائن، ومنطقة الجنوبية وتحوي على مساحات خضراء، ومنطقة نجد والتي تحوي على مخيم وبئر ونخل والتي ترمز الى المنطقة، وتتمثل المنطقة الخامسة في مسرح رئيسي يضم 1000كرسي وبرامج مرئية وصوتية.
