وقال مدير قسم خدمات صيدلية الرعاية الطبية والحرجة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، د. رائد عبدالعزيز المهيزع، إن الصيادلة هم جزء أساسي من فريق الرعاية الصحية، إذ يتجاوز دورهم صرف الأدوية إلى تقديم المشورة الدوائية حول كيفية استخدامها بشكل آمن وفعال، والإجابة على استفسارات المرضى حول الأعراض الجانبية المحتملة والتفاعلات الدوائية.
كما يسهمون بشكل كبير في توجيه المرضى نحو اتباع نمط حياة صحي، والمشاركة في حملات التوعية المجتمعية التي تهدف إلى الاستخدام الآمن للدواء والوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
إدارة الأمراض المزمنة
وأضاف د. المهيزع: أصبح للصيادلة اليوم دور أكبر من مجرد تحضير وصرف الأدوية، إذ يتمتعون بخبرة علمية واسعة تُمكنهم من المشاركة في إدارة الأمراض المزمنة وتحسين نمط حياة المرضى.وبدأت بعض الدول تتبنى مفهوم الصيدلة السريرية بشكل أوسع، حيث يشارك الصيادلة في رعاية المرضى داخل المستشفيات وفي المجتمعات، مما يعزز من فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية للأدوية.
كما يتعاونون مع الأطباء والممرضين ومختلف التخصصات الصحية الأخرى لتحديد الجرعات المثلى للأدوية بناءً على الحالة الصحية لكل مريض، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
تطوير مهنة الصيدلة
وأكد د. المهيزع على أهمية مواصلة الجهود لتطوير مهنة الصيدلة وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الأدوار المتقدمة في الرعاية الصحية، مثل تقديم استشارات علاجية، ومتابعة تطورات المرضى، والمساهمة في الأبحاث العلمية الدوائية، بالإضافة إلى توسيع نطاق التخصصات الطبية للصيادلة السريريين لتشمل مرضى الطوارئ والمرضى المنومين ومرضى العيادات الخارجية.وقال: إننا نطمح إلى بناء جيل من الصيادلة يمتلكون القدرة على التعامل مع التحديات الصحية المستقبلية، ويعملون على تعزيز الصحة العامة بطرق مبتكرة ومستدامة، مما يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في مجال الرعاية الصحية.
ولفت د. المهيزع إلى أن يوم الصيدلة العالمي هو فرصة للاعتراف بمساهمات الصيادلة في النظام الصحي، وإبراز أهمية دورهم في تقديم الرعاية الشاملة والآمنة للمرضى، ومع استمرار تطور هذه المهنة، يبقى الصيادلة حريصين على تقديم الأفضل وتحقيق رؤيتهم في أن يكونوا شركاء فاعلين في تحسين صحة المجتمع وجودة الحياة.
الرعاية الشاملة للمرضى
وقالت الصيدلانية الإكلينيكية إلى جانب تخصصها في الصحة العامة والأبحاث الأكاديمية د. سهام المحمادي: "لقد شهدت مهنة الصيدلة تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، ولم يعد الصيدلي مجرد موفر للأدوية بل أصبح مرشداً صحياً يقدم الرعاية الشاملة للمرضى.وأوضحت أن الصيادلة اليوم يشاركون في إدارة العلاج الدوائي، ويعملون جنباً إلى جنب مع الأطباء لضمان تقديم العلاج الأنسب لكل مريض، كما أنهم يلعبون دوراً مهماً في تثقيف المرضى حول الاستخدام الأمثل للأدوية، مما يساعد في تجنب الأخطاء الدوائية وتقليل الآثار الجانبية.
وأضافت د. المحمادي: إن للصيدلي دوراً بارزاً في تحسين نتائج العلاج، حيث يقوم بمتابعة حالات المرضى بشكل دوري، ويشارك في وضع خطط علاجية تتناسب مع حالة كل مريض.
كما يُسهم في تحديد الأدوية الأكثر فعالية بناءً على الحالة الصحية والتاريخ المرضي، مما يقلل من مخاطر تداخل الأدوية ويعزز من فعالية العلاج. إضافة إلى ذلك، يعد الصيدلي مصدراً موثوقاً للمعلومات الصحية للمرضى، إذ يقدم التوعية اللازمة حول أهمية الالتزام بالعلاج وتجنب السلوكيات الصحية الضارة.
الصيدلة السريرية الإكلينيكية
وأشارت "د. المحمادي" إلى أن هناك حاجة ملحة لزيادة وعي المجتمع بدور الصيدلي وتوسيع نطاق مشاركته في الرعاية الصحية، ونحن كصيادلة نسعى دائماً لتقديم أفضل الخدمات الصحية، ونطمح إلى توسيع مجالات تخصصنا لتشمل المزيد من الأدوار مثل الصيدلة السريرية الإكلينيكية في عدد من التخصصات الدقيقة مثل الصيدلة الإكلينيكية للطب الباطني والقلب والأمراض النفسية والأورام، و الصيدلة الجينية، وإدارة الأدوية المتقدمة.وقالت "إن هذه الجهود تتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة، وتقديم رعاية صحية متكاملة تلبي احتياجات المجتمع، علينا أن نستمر في تطوير قدراتنا وتعزيز تعاوننا مع الفريق الطبي لضمان مستقبل صحي أفضل لجميع أفراد المجتمع."