هذا الغياب أفقد الساحة الكروية جزءاً كبيراً من زخمها، حيث كانت النهضة ركنا أساسيا في المنافسات القوية مع الاتفاق.
ومع تراجع النهضة، برز فريق القادسية كقوة رياضية جديدة في المنطقة الشرقية. سرعان ما انتقل التنافس التقليدي ليصبح بين الاتفاق والقادسية، وظلت مبارياتهما هي الساحة التي يتنافس فيها الفريقان على المجد والشهرة. كانت مواجهات القادسية والاتفاق مليئة بالندية والحماس، وشكلت لحظات ذهبية في تاريخ كرة القدم الشرقية. وأصبحت جماهير القادسية تزين المدرجات، بينما حافظ الاتفاق على قاعدة جماهيرية عريقة تستمتع بالمنافسة الشريفة.
لكن، وكما هو الحال مع أي مسار رياضي، شهد الفريقان تراجعاً في الأداء. القادسية الذي كان يحمل آمال جماهيره في مواصلة التألق، هبط إلى الدرجة الأولى، ولحق به الاتفاق في سلسلة من النتائج المتواضعة ونتمنى أن تعود المنافسة التقليدية بين هذه الأندية وبالتالي يعود الجمهور ليضفي نكهته الخاصة على المدرجات.
كرة القدم هي مرآة تعكس تنافس الأندية وتطلعات الجماهير، وعندما تضعف هذه الأندية الكبرى، تضعف معها جمالية اللعبة. ولكن التاريخ يعلمنا أن كرة القدم مملوءة بالمنعطفات، وربما يكون هذا التراجع مقدمة لعودة أقوى. عاد القادسية والاتفاق إلى مواقعهم "الممتازة" وربما يعود التنافس التقليدي من جديد في انتظار أن يعود النهضة من (الإنعاش) وينهض من جديد لتعود المنافسة مملوءة بالإثارة والحماس.