مفهوم الإدارة بالأهداف، أسلوب عمل إداري تتم بموجبه مشاركة الجماعة في تحديد أهداف المنشأة أو المنظمة لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه خلال فترة محددة هي في العادة من ستة أشهر إلى عام واحد، ثم إن هذا الأسلوب يعني بتحديد العوامل التي تحول دون تحقيق هذه الأهداف بغية تداركها وفي نهاية المدة المحددة تتم مراجعة النتائج التي تم تحقيقها وتحليلها لتقويم أداء العاملين من جهة واستبعاد الأهداف غير الملائمة وصياغة أهداف بديلة مما يمكن المنظمة من تحقيق أهدافها بأقل التكاليف والجهود، وتعتمد الإدارة بالأهداف على أداء شخصيات العاملين بحيث يتم تقييم كل فرد من أعضاء الفريق بما أنجزه من أعمال ودوره في تحقيق الأهداف وليس بما يتمتع به من صفات ولا ما يتوفر لديه من إمكانيات لم يلمس لها أثر في تحقيق الأهداف والإنجازات حتى إنه يمكن القول أن أي منصب في المنظمة ليس له أهداف لا ضرورة لوجوده أصلاً.
ومن خصائص هذه الإدارة أنها تقوم على أساس التشاركية في الإدارة وليس وفق إدارة الباب المغلق كما أن من خصائصها أيضا الربط بين أهداف الفرد وأهداف المنظمة ورفع مستوى الكفاءة من خلال المشاركة وتحقيق التنسيق بين الجهود والرقابة الفعالة وقياس الأداء بشكل مستمر وموضوعي، أما أسلوب العمل بهذا النوع من الإدارة فإنه يقوم على خطوات أولها تحديد الأهداف العامة بالتعاون مع الإدارة العليا والجهات الاستشارية وصولاً إلى الخطوة الثانية التي يتم فيها تحديد السلطات والمسؤوليات في الإدارات العليا بحيث يتعرف كل مسؤول على ما يخصه من الأهداف الكلية مع مراعاة توثيق ذلك كله وصياغته بكل وضوح ثم الانتقال إلى المستوى التنفيذي الذي يجب تكليفه بتحديد الأهداف التي سيعمل على تحقيقها على ضوء أهداف الإدارة العليا ثم يلي ذلك تحديد أهداف الوحدات الإدارية التي تلي ذلك في التسلسل الإداري وصولاً لتحديد هدف كل موظف بناءً على أهداف الوحدة التنفيذية التي ينتمي إليها حتى يتمكن كل فرد من تحقيق المطلوب، فإن عليه أن يعد خطة يتفق عليها مع رئيسه وزملائه على أن تواكب ذلك مراجعة دورية لما يتم إنجازه من المرؤوسين من قبل رئيس كل الوحدة وفي نهاية الفترة المحددة يتم تقويم الإنجاز والحكم على درجة تحقيق الأهداف المحددة.
من مميزات هذا النوع من الإدارة أنه ينمي قدرات الرؤساء والمرؤوسين في مجال التخطيط والتقويم كما يساعد على التعرف المشكلات التي تواجه العمل وزيادة الإنتاجية كما يساعد على تحقيق مستويات أعلى من الرضا الوظيفي ويعطي صورة كاملة عن المنظمة مما يسهل عمليات التطوير والتحسين وبالتالي الحصول على رضا المستفيد، وهذه الأهداف لا شك أن الإيمان بها والسعي لتحقيقها يصلح أن يكون مقياس للحكم على الانتماء المهني للموظف لأنها توضح مساهمته وحرصه على أداء رسالته.
@Fahad_otaish