تبدأ أخلاقيات المهنة من تربية الأسرة عندما يركز الوالدان على ترسيخ الصدق والأمانة والمثل العليا لدى الشباب والشابات قبل الدخول في معترك الحياة العملية الوظيفية التي يبرز فيها مدى قوة أخلاقياتهم في العمل من خلال تمسكهم بمبادئ أساسية لا يحيدون عنها مهما كانت المكاسب الشخصية جراء تغاضيهم عن أخلاقيات العمل. وللمدرسة دور كبير في التربية والتعليم والتدريب حيث تصقل مهارات الطالب قبل أن يصبح موظفاً، فهي من المصادر الأساسية لأخلاقيات المهنة التي تميز شركة عن أخرى، أخلاقيات المهنة من مصادر الميزات التنافسية والاستدامة في عصر العولمة.
وكلما زادت جرعات أخلاقيات العمل في مناهجنا التعليمية كلما زادت مهنية طلابنا الذين يتقلدون الوظائف في المؤسسات والشركات الربحية وغير الربحية بعد تخرجهم، نشرت دراسة عن أخلاقيات العمل بين طلاب مرحلة البكالوريوس في بعض الجامعات السعودية فوجدت أن الطلاب الذين تلقوا تعليماً مكثفاً يحوي مقررات عن أخلاقيات العمل أو المهنة كانوا أكثر مستوى ومعرفة بما هو أخلاقي أو غير أخلاقي، وأظهرت نتائج الدراسة أن طلاب كليات الإدارة أكثر معرفة بأخلاقيات العمل من غيرهم من طلاب الهندسة الذين يفترض فيهم المعرفة بأخلاقيات المهنة بما لا يقل عن طلاب الإدارة لأن فيهم مصمم المنتجات الذي قد يتغاضى عن محتويات تضر بصحة وسلامة الإنسان.
أعتقد أن تكثيف جرعات أخلاقيات العمل في المقررات الدراسية الجامعية حاجة ملحة، بل يجب أن ننميها في المراحل الدراسية دون الجامعية لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، طلاب المرحلة الثانوية والمتوسطة يحتاجون إلى تنمية أخلاقيات العمل من خلال خلق الثقة في الطلاب عند تأدية الاختبارات لتقليص الغش والاعتماد على الذات.
الممارسات غير الأخلاقية مثل الغش في الاختبار تخرج طالباً غير سوي في تعامله مع زملائه الموظفين وزبائن الشركة ومن له علاقة مباشرة وغير مباشرة بها ما يجعلها تفقد الكثير من الفرص جراء هذه السلوكيات غير المرغوبة، لا أتحدث هنا عن مثاليات وإنما أتحدث عن واقع يحدث للكثير من الشركات بسبب ممارسات غير أخلاقية يرتكبها موظفون لا يلتزمون بأخلاقيات المهنة أو العمل.
@dr_abdulwahhab