ويشكل المعرض، بفعالياته وأنشطته المتعددة، محركاً اقتصادياً بارزاً، حيث يستقطب المستثمرين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم، ويلتقي فيه الصقارون المحليون والعالميون لعرْض وتداول أحدث منتجاتهم، ونقل وتبادل الخبرات فيما بينهم في هذا المجال. كما تبرز في قلب المعرض، شركات الأسلحة المتخصصة التي تعرض أحدث تقنيات الصيد، من الأسلحة النارية إلى معدات الصيد المتنوعة، ما يشكل فرصة ثمينة للهواة والمهتمين بشراء أسلحة الصيد وقطع غيارها من الشركات الرائدة، وزيادة الإقبال عليها، وكل ذلك يصب في مصلحة تعزيز النشاط الاقتصادي في المملكة عموماً.
ومن التأثيرات الاقتصادية المصاحبة للمعرض إتاحته أبواباً واسعة لفرص العمل، خصوصاً للشباب، بما يوفره من وظائف موسمية وأعمال مرتبطة بهذا الحدث، إضافة إلى الإقبال الواسع من الزوار والمهتمين من داخل المملكة وخارجها، على فعاليات المعرض، حيث يتوقع أن تشهد العاصمة حركة اقتصادية نشطة، من إشغال الفنادق إلى زيادة الطلب على المطاعم والمقاهي ومكاتب تأجير السيارات وغيرها من القطاعات الاقتصادية الحيوية.
ويعد المعرض، إلى جانب أهميته الاقتصادية، رافداً سياحياً مهماً، بما يقدمه من تجربة ثقافية ثرية، تتيح للزوار فرصة الغوص في عالم الصقارة عبر أجنحة تفاعلية مثل متحف شلايل الرقمي، الذي يعرض تاريخ الصقارة باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي، إضافة إلى عدد من الفعاليات المتنوعة، مثل "صقار المستقبل" للأطفال، والمعارض الفنية، وعروض الطائرات اللاسلكية، والعديد من الفعاليات والأنشطة التي خُصصت لجذب المهتمين والهواة والعائلات والأفراد من جميع الأعمار.
ويشكل المعرض أيضاً، في هذا العام، نقطة تحول في مجال السياحة في المملكة، وذلك بتزامنه مع إقامة سباق الملواح ومزاد الصقور، اللذين يعززان من جاذبيته كمقصد سياحي رئيسي، إضافة إلى مشاهدة أحدث مستلزمات الصقور والصيد، والتفاعل مع الفعاليات المصاحبة التي تشمل سائر الفنون والأنشطة الترفيهية المختلفة.
وبالمجمل، فإن معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، في كل عام، بات يمثل منصة متكاملة تجمع بين التراث والابتكار، وتفتح أفقاً واسعاً أمام الاستثمارات الاقتصادية والسياحية، في تجسيد واضح لرؤية تستشرف المستقبل وتحافظ على قيم وموروثات الماضي.