بضائع بمليارات الدولارات
بدأ عمال الموانئ الممتدة من مين إلى تكساس إضرابا في نزاع بشأن الأجور والأتمتة وهذا الإجراء الذي من المرجح أن يكون له عواقب وخيمة على السفن التي تحمل بضائع بمليارات الدولارات هو الأول من نوعه من قبل اتحاد عمال الموانئ الدولي منذ ما يقرب من نصف قرن.نفذت نقابة عمال الموانئ التي تمثل نحو 45 ألف عامل في الموانئ تهديدها بالإضراب في 14 ميناء رئيسيا بعد انهيار المحادثات مع تحالف الولايات المتحدة البحري، وهو مجموعة لأصحاب العمل وذلك قبل الموعد النهائي في 30 سبتمبر.
ضرر اقتصادي مؤكد
قالت ليزا دينايت المديرة الإدارية للأبحاث في "نيومارك":"الخلاصة تقول أن طول فترة الإضراب يعني تأثير اقتصادي مؤكد".وأضافت دينايت:"إذا استمر هذا الإضراب لبضعة أيام فإن العواقب ستكون قصيرة الأجل إلى حد ما. وإذا استمر أطول فسيكون له تأثيرات متتالية ليس في أمريكا فقط بل في أنحاء الاقتصاد العالمي لذا، فإن عدم القدرة على التنبؤ بهذه القضية أمر وارد وقد يتسبب في إحداث خلل كبير في سلاسل التوريد العالمية".
اقرأ أيضاً: بعيدًا عن أمريكا.. كندا تفتح أسواقًا جديدة لتصدير النفط
ونوهت إلى إن أي تعطل بسيط لمدة يومين فقط قد يكون له "تداعيات كبيرة على بعض الصناعات" بما في ذلك الصناعات الدوائية والسيارات والتصنيع.
أزمات سلسلة التوريد
وقد تأثرت سلاسل الإمداد بشدة هذا العام بسبب الصراع في البحر الأحمر والجفاف الطويل الذي أثر على قناة بنما وانهيار جسر بالتيمور .مخاطر بنسبة 40%
ومع ذلك، قال بيتر ساند كبير المحللين في منصة أبحاث السوق والشحن البحري "زينيتا" :"إنه بالنظر إلى أن أكثر من 40% من إجمالي البضائع المعبأة في حاويات تدخل الولايات المتحدة عبر الموانئ على الساحل الشرقي وساحل الخليج فإن المخاطر لا يمكن أن تكون أعلى وقد لا يستمر الإضراب إلا لمدة أسبوع".أثر عالمي لأزمة الشحن
وأضاف ساند أنه حتى مع قصر المدة فسيكون لذلك تأثير على السفن التي تقف حاليا في طوابير خارج الموانئ مما يعني أن رحلاتها التالية إلى خارج الولايات المتحدة محملة بالبضائع الجديدة سوف تتأخر.وقال ساند "سنشهد اضطرابات مع تأخر بعض السفن في مغادرة أوروبا والبحر الأبيض المتوسط بحلول نهاية أكتوبر وأوائل نوفمبر وسوف تتأخر السفن في مغادرة آسيا نحو نهاية ديسمبر وأوائل يناير وهذا في وقت الذروة المصغرة في شحن الحاويات في الفترة التي تسبق رأس السنة الصينية".
أسبوع إضراب كارثي
حذرت شركة الشحن العملاقة "ميرسك" من أن الإغلاق لمدة أسبوع واحد فقط قد يستغرق ما بين أربعة إلى ستة أسابيع للتعافي منه مع تراكمات كبيرة وتأخيرات تتفاقم مع كل يوم يمر.وقالت شركة ميرسك إن الاضطراب من المرجح أن يؤدي إلى تأخير في حركة الشحن وزيادة التكاليف والتحديات اللوجستية للشركات التي تعتمد على موانئ الساحل الشرقي والخليج الأمريكي.
وأضافت الشركة أن النزاع العمالي المطول قد يؤدي إلى تفاقم هذه الاضطرابات.