قالت دراسة حديثة إن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري سيسهم في حدوث المزيد من الأعاصير المدمرة مثل "هيلين"، مشيرة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يسمح للغلاف الجوي بحمل كميات أكبر من الرطوبة، ما يزيد من قوة الأعاصير وهطول الأمطار.
وأظهرت الدراسة التي أصدرتها منظمة "World Weather Attribution (WWA)"، أن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري أسهم في زيادة هطول الأمطار الناتج عن إعصار "هيلين" بنسبة 10%، وزيادة سرعة الرياح بنسبة 11%.
وبحسب الدراسة فإن درجات حرارة المياه المرتفعة في خليج المكسيك، التي كانت أعلى من المتوسط قرابة درجتين مئويتين، أسهمت في تضخيم قوة الإعصار بشكل كبير.
تأثير تغير المناخ
وأوضحت الدراسة أن تغير المناخ جعل ارتفاع درجات حرارة البحار أكثر احتمالًا بمقدار 200 إلى 500 مرة، إذ ضرب إعصار "هيلين" سواحل فلوريدا بسرعة رياح وصلت إلى 140 ميلًا في الساعة (225 كم/ساعة) وأحدث عواصف عاتية تجاوزت 15 قدمًا، ما تسبب في تدمير مناطق واسعة في ولايات جورجيا وكارولينا وتينيسي وفيرجينيا، وخلف وراءه أكثر من 230 قتيلًا.
ويُعد هذا الإعصار الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ إعصار كاترينا عام 2005.
كان #إعصار_ميلتون قد وصل إلى فئة 5 عندما كان يتحرك نحو #فلوريدا من خليج المكسيك لكنه تم تخفيضه إلى الفئة 4 قبل أن ينخفض إلى المستوى 3 قبل أن يصل إلى اليابسة#اليوم pic.twitter.com/FvyQpMkuF4— صحيفة اليوم (@alyaum) October 10, 2024
وقدر خبراء الأرصاد أن الإعصار أسقط أكثر من 40 تريليون جالون من الأمطار، وهي كمية غير مسبوقة كان من الممكن أن تكون أقل حدة لولا تأثير التغير المناخي.
وأضاف الباحثون أن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري سيسهم في حدوث المزيد من الأعاصير المدمرة مثل "هيلين"، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يسمح للغلاف الجوي بحمل كميات أكبر من الرطوبة، ما يزيد من قوة الأعاصير وهطول الأمطار.
جرس إنذار
فيما أوضحت دراسة أخرى أجرتها مختبرات "لورنس بيركلي"، أن التغير المناخي زاد من كمية الأمطار في بعض مناطق جورجيا وكارولينا بنسبة 50%، وجعل هطول الأمطار في تلك المناطق أكثر احتمالًا بما يصل إلى 20 مرة.
بعد ليلة صعبة.. #إعصار_ميلتون يتحرك نحو المحيط الأطلسي مغادرًا #فلوريدا#اليوم https://t.co/OEN0jPIZXP pic.twitter.com/n3O0ClY7Ax— صحيفة اليوم (@alyaum) October 10, 2024
بينما أشار خبراء إلى أن هذه الكوارث الطبيعية يجب أن تكون "جرس إنذار" للتخطيط الطارئ، وتعزيز الجهود لمكافحة التغير المناخي، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
كما أكد الباحثون أن الأعاصير المدمرة مثل "هيلين" و"ميلتون"، الذي يهدد السواحل الأمريكية حاليًا، قد تصبح أكثر شيوعًا في المستقبل إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة للحد من انبعاثات الكربون والسيطرة على الاحتباس الحراري.