صناعتنا تتقدم

من أكثر القطاعات التي أتابع أرقامها باستمرار وأتوقف عندها كثيراً؛ القطاع الصناعي، لما يمثله هذا القطاع من ثقل وأهمية في عالمنا اليوم، وما يشكله من قوة نوعية في كثير من اقتصادات العالم الكبرى، وما يشهده من تطورات مستمرة.. في ظل قفزات نوعية يشهدها عالمنا اليوم على صعيد التقنية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
آخر هذه الأرقام التي صدرت حديثاً، كشفت عنها الهيئة العامة للإحصاء، والتي أصدرت نتائج مؤشر الرقم القياسي للإنتاج الصناعي لشهر أغسطس من عام 2024... ووفقًا لنتائج النشرة؛ ارتفع مؤشر الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي بنسبة 1% خلال شهر أغسطس 2024، مقارنةً بالشهر المماثل من العام السابق، فيما جاء ذلك نتيجة ارتفاع نشاط التعدين واستغلال المحاجر، ونشاط الصناعة التحويلية، ونشاط إمدادات الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء.
وأفادت النتائج عن ارتفاع الرقم القياسي لنشاط التعدين واستغلال المحاجر لشهر أغسطس عام 2024م بنسبة 0.8% مقارنة بالشهر المماثل من العام السابق، فيما ارتفع الرقم القياسي لنشاط الصناعة التحويلية لشهر أغسطس عام 2024 بنسبة 1.1% مقارنة بالشهر المماثل من العام السابق، كما سجَّل الرقم القياسي الفرعي لنشاط إمدادات الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء ارتفاعًا بنسبة 4.1%.
هذا النمو الجديد في حجم الإنتاج الصناعي قد يقرأه البعض على أنه نمو غير ملفت، ولكنه في الواقع نمو ملفت و يبرهن حيوية الاقتصاد السعودي وقدرته على خلق فرص نمو جديدة للكثير من القطاعات الكبرى، بما فيها القطاع الصناعي؛ إذ يأتي هذا النمو الحيوي في وقت يعيش فيه العالم واقتصاده ظروفاً صعبة لا تخفى على أحد.
معدلات النمو الجديدة في الإنتاج الصناعي تؤسس لمعدلات نمو أكبر - بإذن الله -خلال السنوات القليلة المقبلة، خصوصاً وأن المملكة تقترب شيئاً فشيئاً من إتمام مشاريع نوعية عملاقة، كما أنها في الوقت ذاته تقترب من تحقيق مستهدفات رؤية وطنية طموحة «رؤية 2030»، وهي الرؤية الوطنية التي نجحت في تجنيب الاقتصاد من التأثر سلباً بكثير من الأزمات التي مر بها العالم أجمع خلال السنوات الماضية ولا يزال يمر بها اليوم، كما أنها في الوقت ذاته أسهمت في تنويع الاقتصاد، وخلق الفرص؛ ليسجل بذلك الناتج المحلي رقماً تاريخياً جديداً.
مؤشر الرقم القياسي للإنتاج الصناعي؛ مؤشر اقتصادي يعكس التغيرات النسبية في حجم كميات الإنتاج الصناعي اعتمادًا على بيانات مسح الإنتاج الصناعي، الذي يتم تنفيذه شهريًا؛ ويستهدف المنشآت الصناعية التي تعمل في الأنشطة المستهدفة، والمتمثلة في نشاط التعدين واستغلال المحاجر، ونشاط الصناعة التحويلية، ونشاط إمدادات الكهرباء والغاز والبخار، وتكييف الهواء، ونشاط إمدادات المياه، وأنشطة الصرف الصحي، وإدارة النفايات ومعالجتها.
ختاماً.. صنع في السعودية واقع نعيشه اليوم، و- بإذن الله - من عام لآخر صناعتنا تتقدم وتتطور وتنمو.
@shujaa_albogmi