موظف يشتكي أنه يعمل بجد وإخلاص بينما زميله يبصم في الصباح – إن بصم- ولا يُرى إلا عند بصمة الانصراف، وإذا جاء تقويم الأداء الوظيفي، فالجميع درجاتهم متقاربة إن لم تكن متساوية، والحجة -إن رأى المدير أو من يقوم مقامه ضرورة لإبداء الحجة- حتى لا نفتح علينا باب.
وموظف آخر يشتكي أن المناصب والترقيات لا تُعطى إلا لأناس مخصوصين ويُحرم منها أهل القدرات، وهذه الخصوصية لها أسباب متعددة! قد يكون القرب من المدير ولذلك ينشغل بعض الموظفين بالتقرب أكثر من انشغاله بالعمل، وقد يكون السبب: الصمت والقدرة على ضبط النفس، ولذلك يبتعد بعض الموظفين عن تقديم التغذية الراجعة للمدير التي ترقى بالعمل وتعززه، حتى يعيش ويترقى، فالسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه، والبعض قد تزيد ردة فعله إلى «كل شيء تمام» حتى ولو لم تكن الأمور تماماً، وقد يكون الاسم الأخير للعائلة أو عائلة الزوجة سبب المنصب والترقية، فيتقرب الجميع لكل من كان اسمه الأخير كاسم المدير حتى ولو يكن يملك غير الاسم.
وهناك أيضاً شكاوى من توزيع الدورات التدريبية وخارج الدوام وغيرها من الشكاوى التي تدل على أمراض موجودة في المؤسسة، إن تُركت استشرت.
المدير مطلوب منه أن يعدل «وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل»، والموظف مطلوب منه أن يعمل مهما كانت التحديات، ولكن على المدير أن يدرك أنه لن ينجح بكوادر ترى أنها مظلومة، والمصيبة عندما لا تكون واحداً ولا اثنين بل ثلاث وعشرة وأكثر، وهذه مشكلة تحتاج إلى باب مفتوح ودراسة ومتابعة، حتى لا يكون سقوط المدير ومن ثمّ المؤسسة مدوياً.
عزيزي الموظف/ الموظفة
اصبر فإن الصبر نهايته حميدة، ويكفيك أنك تعمل بقلب مطمئن ونفسية مرتاحة، وتبرئ ذمتك أمام مولاك.
وأنت عزيزي المدير/ المديرة
اعدل رحمك الله، فإن العدل أقرب للتقوى، وأساس النجاح في كل مؤسسة، لأن العدل يخرج أحسن ما لدى الموظفين، بينما الظلم يخرج أسوأ الصفات، ويقدم أسوأ البشر، ويحوّل البيئة إلى أسوأ بيئة.
@shlash2020