يومها العالمي غدًا.. كيف تهدد هشاشة العظام الأطفال بسبب "الكالسيوم"؟

في وقت تحتفل مجتمعات العالم غدًا 20 أكتوبر 2024 بيوم التوعية بهشاشة العظام، دعا أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، جميع أفراد الأسر بضرورة الاهتمام وحث الأطفال على تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مصادر الكالسيوم ، إذ لوحظ وجود تراجع كبير في هذا الجانب ما أنعكس أثره سلبًا على صحة الأبناء والبنية الجسدية.
وأوضح أن ثقافة الغذاء في جميع مجتمعات الدول قد تغّيرت كثيرًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة مع هيمنة الوجبات السريعة وتعدد أصناف الأطعمة والمعلبات الجاهزة وهو ما أدى إلى عزوف الأطفال بمختلف الشرائح العمرية عن تناول الأكل الصحي والتوجه إلى الأطعمة والمشروبات المضرة بالصحة، كما ترتب على ذلك عدم حصول الجسم على الفيتامينات والمعادن والألياف بشكل يغطي الاحتياج الفعلي.
وقال إن الأطفال في مرحلة النمو يحتاجون كثيرًا إلى الكالسيوم والذي يعد أيضًا مهمًا وضروريًا لنمو العظام والأسنان، إذ يتم تخزين غالبية الكالسيوم في العظام الذي يحتوي على ما يصل إلى 99٪ من الكالسيوم في الجسم، وهذا يتطلب عمليات "إعادة شحن" يومية من نظامنا الغذائى، وقد ينتج ضعف العظام والكسور في وقت لاحق من الحياة عن عدم الحصول على ما يكفي من الكالسيوم عند الأطفال.

سلامة الإشارات العصبية

وتابع "الأغا": الكالسيوم يعد أهم المعادن التى يحتاجها جسم الإنسان بشكل عام، إذ لا يقتصر دوره على تقوية العظام فقط بل يشمل تعزيز سلامة الإشارات العصبية، والوقاية من هشاشة العظام وتكسرها، والحماية من مرض الكساح الذي يؤثر على النمو ويؤخر تطور الجسم، ويساعد كذلك في عملية التخلص من السموم وتنظيم ضغط الدم وعملية تخثر الدم، وانقباض وارتخاء الأوعية الدموية، وتقليل احتمالية حدوث العديد من المشكلات الصحية لمرضى الكلى أو السيطرة عليها، وغيرها من الوظائف المهمة .
وأوضح أن الكالسيوم يوجد في عدة مصادر أهمها منتجات الحليب والألبان والأجبان، فكوب الحليب أو اللبن يحتوي على ثلاثمائة مليغرام من الكالسيوم، وهناك الخضراوات الورقية الخضراء، مثل السبانخ والكرنب والبروكلي وأيضًا الفاصولياء البيضاء، والفول، والعدس، والمكسرات والبذور مثل اللوز، والجوز، وبذور السمسم، وبذور الشيا، والأسماك وأهمها مثل السردين والسلمون، كما يضاف الكالسيوم إلى بعض المنتجات مثل العصائر وحبوب الإفطار والخبز ، بينما تعتبر المكملات الغذائية علاجًا للحالات إلى يصف لها الطبيب تلك المكملات.
ولفت إلى أن نقص استهلاك الكالسيوم من مصادره الغذائية، أو وجود مشكلات تؤثر في امتصاصه بفعالية قد يؤدي إلى قيام الجسم بسحب احتياجاته من الكالسيوم من العظام، مما قد يتسبب بمرور الوقت في فقدان كثافة العظام، وبالتالي هشاشة العظام - كما أشرت - وما يرافقها من ضعف في العظام وسهولة كسرها.

الاحتياج اليومي من الكالسيوم

وخلص البروفيسور الأغا إلى القول: إن الاحتياج اليومي التقريبي من الكالسيوم عبر المصادر الغذائية للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 50 عامًا 1000ملليجرام، بينما النساء الحوامل والمرضعات 1000 - 1300 ملليجرام يوميًا ، وللنساء البالغات بعمر 51 سنة وما فوق 1200 ملليجرام في اليوم ، للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و 70 عامًا 1000 ملليجرام يوميًا ، والذين تبلغ أعمارهم 71 عامًا وما فوق 1200 ملليجرام يوميًا.
أما الأطفال ففي العام الأول من عمر الطفل يحتاج القليل من الكالسيوم، حوالي 210 ملليجرام من المعدن خلال الأشهر الـ 6 الأولى، و270 ملليجرام خلال الفترة من سن 6 إلى 12 شهراً ، وخلال السنة الثانية والثالثة من عمر الطفل يحتاج إلى 500 ملليجرام من الكالسيوم يومياً، وترتفع إلى 800 ملليجرام يومياً خلال الفترة من سن 4 إلى 8 سنوات.
وبين سن 9 و15 سنة يحتاج الطفل إلى 1300 ملليجرام من الكالسيوم يومياً، بينما في بداية من سن 16 عاماً إلى 1500 ملليجرام من المعدن كل يوم ، مع التنويه بأهمية الحد من تناول مشروبات الكافيين لأنها تعيق امتصاص الجسم للكالسيوم.