تولد المرأة بما يقارب مليوني بويضة تتراجع لنحو 25 ألف في سن 37
عالجنا أصعب حالة عقم كانت تعاني من متلازمة ”الحويصلات الفارغة“
أفضل سن للحمل بعد العشرينيات وإلى الثلاثينيات من العمر
الحمل الكاذب نادر ويحدث من 1-6 من كل 22000 ولادة عالميًا
الأعشاب لا تعالج العقم ومروجوها أهدافهم واضحة
نصح استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمجمع صحة المرأة للنساء والولادة والخصوبة بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، المتزوجين حديثاً بعدم تأجيل إنجاب المولود الأول، فذلك أفضل صحياً للطرفين، إذ إنه في حال وجود أي علة تمنع من حدوث الحمل لدى أحد الطرفين فإن الاكتشاف المبكر يساعد على دراسة الحالة ووضع العلاج اللازم.
وقال في حوار لـ "اليوم"، إن هناك أربعة عوامل تعيق حدوث الحمل الطبيعي عند النساء، وهي التقدم في العمر، زيادة الوزن، التدخين، الإجهاد البدني والذهني والتوتر الشديد، بغض النظر عن العوامل المرضية التي يتم تحديدها بإجراء التحاليل والفحوصات والأشعات اللازمة، مؤكدًا أن فشل دورة واحدة لعملية أطفال الأنابيب لا تعني استحالة الحمل مستقبلاً، إذ تكون هناك فرص - بإذن الله - في حدوث الحمل في أي وقت بالتقنيات المتطورة.
أنصح النساء اللواتي يعانين من العقم وتأخر حدوث الحمل من اتباع مزاعم الرسائل التي تتداول في مواقع التواصل الاجتماعي بوجود أعشاب وطرق وعلاجات سحرية لمساعدة النساء على الحمل دون تدخل طبي أو الاستعانة بالتقنيات المساعدة للحمل، فكل ما يتداول عن وجود بعض الطرق لتعزيز الخصوبة وسهولة حدوث الحمل لدى النساء والذي يروج له كبديل لتقنيات الإنجاب غير صحيح جملة وتفصيلاً، إذ يستغل من يروج هذه الرسائل بحث الزوجين عن أي بارقة أمل لحدوث الحمل، إذ يجب على الزوجين إتباع القنوات الطبية الصحيحة والقائمة على طب البراهين، بينما يهدف أصحاب الرسائل المزعومة والمجتهدين ومدعي الطب استغلال المرضى ماديًا، وهذا ما يترتب عليه دخول الزوجين في معاناة اجتماعية ونفسية ومادية.
وجدت إحدى الدراسات العالمية أن النساء في أواخر الثلاثينيات من العمر أقل عرضة للحمل بنسبة 50% خلال أكثر أيامهن خصوبة مقارنة بالنساء في أوائل العشرينيات من العمر، إذ تبدأ خصوبة المرأة في الانخفاض والتراجع في عمر 32 عاماً وتنخفض بسرعة أكبر بعد سن 37، لذلك من الناحية البيولوجية فإن أفضل سن للحمل للمرأة هو بعد العشرينيات وإلى الثلاثينيات من عمرها، بحلول ذلك الوقت يكون جسدها ناضجاً بما يكفي لتحمل طفلاً بالفعل، قبل أن تبدأ خصوبتها في الانخفاض، كما أن الجنين خلال هذه الفترة العمرية من العمل يأخذ من طاقة وجسم الأم الكثير من العناصر الهامة فكلما كانت الزوجة أصغر سنًا خلال الحمل كلما كانت أقدر على تحمل تبعات الحمل المترتبة.
وبجانب كل ما سبق تكون عضلات الحوض بالقوة التي تتحمل فيها دفع الجنين والمرونة التي تسمح له بالمرور من خلالها، كما أن قدرة المرأة وصلابتها النفسية وطاقتها على تحمل أعباء الطفل تكون في أعلى قدرتها في هذه المرحلة، ومما سبق لا يعني أن السيدة لا تستطيع الحمل بعد الثلاثين، فما دامت الزوجة في فترة الإباضة ولم تصل إلى سن اليأس، فمن الممكن أن تحمل بشكل طبيعي، ولكن صحيًا ونفسيًا وجسديًا فإن الحمل بعد العشرين إلى الثلاثين أفضل للزوجة، إذ تقل فرص حدوث مشاكل الحمل التي قد تتعرض لها بعض الزوجات بعد الثلاثين، إذ تولد المرأة بما يقارب مليوني بويضة، ثم تشرع هذه الأجسام في النضج أثناء البلوغ، لكن العدد يتراجع بشكل تدريجي إلى أن يهبط لنحو 25 ألف بويضة فقط في سن السابعة والثلاثين، ولا يقف ضرر ذلك عند تراجع العدد فقط، فبويضات المرأة التي تقدمت في العمر تعاني ترديا ملحوظًا في جودتها، وهو ما يعني مشكلات محتملة في الحمل والإنجاب.
اتخاذ قرار الإنجاب بين المتزوجين حديثاً لم يعد كما كان سابقاً، إذ اختلفت الظروف الاجتماعية في وقتنا الحالي والتي أدت بدورها إلى عدم استعجال الزوجين في اتخاذ قرار الإنجاب وخصوصاً لاعتبارات الدراسة أو العمل وغير ذلك، ولكن ينصح المتزوجون حديثاً بعدم تأجيل إنجاب المولود الأول، فذلك أفضل صحياً للطرفين، إذ إنه في حال وجود أي علة تمنع من حدوث الحمل لدى أحد الطرفين فالاكتشاف المبكر يساعد على دراسة الحالة ووضع العلاج اللازم، عكس التأخير الذي ربما يقلل من فرص حدوث الحمل وخصوصاً إذا كان الزوجان قد تجاوزوا سن الثلاثين.
يعتبر الحمل الكاذب من الحالات النادرة جدًا إلا أنه يحدث في نحو 1-6 من كل 22000 ولادة على المستوى العالمي، وقد تحدث عند النساء في سن الإنجاب، بين سن 20-44 عامًا، وأهم أعراضه انقطاع الدورة الشهرية، غثيان، قلة الشهية، التغيرات الجسدية في الثدي، انتفاخ في البطن، زيادة الوزن، وبذلك المقصود بالحمل الكاذب هو الشعور بالعديد من أعراض الحمل كتورم الثدي، وألم البطن وتأخر الدورة الشهرية، والدوخة، والغثيان، وعند القيام بإجراء تحليل الدم الكاشف يتم التأكد أن هذا الحمل غير صحيح، أي أنه غير متواجد في الأصل.
كما أن اختبار الحمل المنزلي يعطي نتائج سلبية، ولا يعرف عن الأسباب الحقيقية للحمل الكاذب، ولكن الخبراء يرون أنها حالة نفسية جسدية، حيث يؤدي الاعتقاد أو الأمل في أن السيدة حامل إلى إنتاج الجسم لأعراض الحمل، وهناك عدة عوامل تزيد من الإصابة بالحمل الكاذب وهي:
وجود تاريخ وراثي عائلي من الاكتئاب أو المرض العقلي، فقدان الحمل سابقا أي التعرض للإجهاض، تاريخ من العقم، والزوجات اللائي يعانين من الحمل الكاذب، فإن نتائج الاختبار أو الموجات فوق الصوتية التي تخبرهم بأنهم ليسوا حوامل كافية لتقليل العديد من أعراض الحمل لديهن، وفي حالة عدم اقتناعهن بأنهن ليسوا حوامل فهن يحتجن إلى رعاية نفسية لتجاوز هذه الأزمة والمشكلة.
هناك أربعة عوامل تعيق حدوث الحمل الطبيعي عند النساء أولها: التقدم في العمر، إذ يقلل ذلك فرص المرأة في الإنجاب بسبب قلة عدد البويضات، وقلة كفاءة البويضة للإخصاب، فمع تقدم العمر تكون المرأة أكثر عرضة لحدوث مشكلات العقم والإجهاض، وثاني العوامل هو: زيادة الوزن، أو نقصان الوزن الشديد، فكلاهما يؤثران على حدوث الحمل، وثالثها: التدخين، إذ يوثر كثيرًا على إنتاج البويضات وحدوث الحمل، والرابع هو: الإجهاد البدني والذهني والتوتر الشديد الذي يؤثر على افراز الهرمون المسؤول عن التبويض ويسبب انقطاع الطمث مما يمنع من التبويض.
ولكن هناك مسببات أخرى مرضية مثل تكيسات المبايض، وحدوث خلل في التبويض، وبطانة الرحم المهاجرة، انقطاع الطمث الوظيفي، وانسداد قناة فالوب، وبشكل عام يتم خلال التشخيص دراسة التاريخ المرضي والطبي لكلا الزوجين، ويبدأ تقييمه بإجراء اختبارين للحيامن والتبويض، وتقييم قناتي فالوب، أما العلاج فيتم على أساس سببه، إما عن طريق الأدوية أو الجراحة أو التلقيح داخل الرحم أو تقنية الإنجاب المساعدة.
بالطبع، أشرفت على علاج حالة لسيدة سعودية في المدينة الطبية للحرس الوطني بجدة كانت تعاني من العقم 11 عامًا بسبب متلازمة الحويصلات الفارغة، وقد تنقلت خلال تلك الأعوام بين عدة دول بحثاً عن علاج لحالتها التي حرمتها الأمومة وتحقيق حلم الإنجاب، إلا أن أمنيتها تحققت ولله الحمد في وطنها مملكة الإنسانية، فقد نجحنا بفضل الله وجهود الفريق الطبي وفي مقدمتهم الدكتور أحمد متولي من تحقيق حلم الأمومة، وهذه الحالة تعد الأولى من نوعها على المستوى العالمي وتكللت بالنجاح الكامل، إذ تم وضع بروتوكول علاجي محدد للسيدة من خلال سحب البويضات تحت ضغط معين حتى لا تتأثر البويضة لعدم وجود أي جدار حماية، وبعد إجراء عدة محاولات تكللت الجهود بتوفيق من الله بالنجاح، وحدث الحمل عبر التلقيح المجهري، واستمر دون معاناة بالشكل الطبيعي لتسعة شهور وتحت المتابعة الطبيبة إلى أن أنجبت السيدة طفلها وهو بكامل صحته وعافيته وتحققت أمنية الحمل والإنجاب عند السيدة.
نعم، هذه المشكلة واردة الحدوث لدى السيدات وهو ما يعرف بالعقم الثانوي، والواقع أن أسبابه قد تتشابه إلى حد كبير مع أسباب تأخر الإنجاب الأساسي، ومن تلك الأسباب تقدم الزوجة في العمر، إذ قد تتراجع فرص السيدة في الحمل بعد تجاوز ال35 عاماً، كما تتأثر الخصوبة لدى النساء من منتصف إلى أواخر الثلاثينيات وما فوق، والسيدات في هذه السن يكن أكثر عرضة للإصابة بالعقم الثانوي أيضاً؛ لأن البويضات المنتجة تقل مع تقدمهن في العمر.
ومن الأسباب أيضاً إصابة الزوجة بمتلازمة تكيس المبايض وهو اختلال هرموني يمكن أن يعطل الإباضة وهو سبب شائع للعقم الثانوي والأولي أيضاً، ومن مسببات العقم الثانوي قلة الحيامن ”الحيوانات المنوية“ عند الزوج أو ضعف حركتها، وهو ما قد يعيق حدوث الحمل عند الزوجة، وأيضاً هناك سبب قد يشترك فيه الزوجان وهو زيادة الوزن، فالوزن الزائد لكل من الرجال والنساء يمكن أن يعيق الحمل، ففي النساء يمكن أن يسهم في مقاومة الإنسولين وارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون، مما يقلل من الإباضة، كذلك فإن معدلات التلقيح تكون أقل بالنسبة لمن يعانون زيادة أو نقصاً في الوزن، مقارنة بمن يتمتعون بوزن صحي، أما لدى الرجال فقد تؤدي زيادة الوزن إلى ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين، ما يسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
ويجب فحص كل من الزوجين لمعرفة السبب وراء تأخر الحمل، وهناك فحوصات يتم تحديدها من قبل الطبيب المعالج، وبمجرد معرفة السبب، يستطيع الطبيب وضع خطة علاج لزيادة فرص حدوث الحمل، وفي بعض الحالات قد يكون هناك حاجة إلى تقنية الإنجاب المتقدمة بواسطة التلقيح الصناعي داخل الرحم الذي يتم فيه جمع الحيوانات المنوية ثم إدخالها في الرحم وقت الإباضة، أو عملية أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري التي يتم فيها جمع بويضات الزوجة وكذلك الحيوانات المنوية للزوج، ومن ثم يتم تخصيب البويضة بالحيوانات المنوية في المختبر حيث تتطور إلى أجنة، ثم يتم زرعها في رحم المرأة.
هناك بعض النصائح لتحسين جودة البويضات منها تجنب التدخين الشخصي أو السلبي نهائياً والابتعاد عنهما، حيث تؤثر المواد الكيميائية المتوفرة في السجائر على جودة البويضات، تجنب التوتر والإجهاد النفسي، فذلك يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والبرولاكتين، والتي يمكن أن تؤثر على عملية الإباضة وتعيق إنتاج البويضات.
تناول الطعام الصحي أيضًا يساعد على تحسين جودة البويضات وتحسين الخصوبة، والحفاظ على الوزن الصحي، إذ ترتبط جودة البويضات بالوزن حيث يمكن أن تتأثر الإباضة بالسمنة لأنها تُسبب اضطرابات في هرمونات الأنوثة، وينبغي اتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على الوزن، إضافة إلى ممارسة الرياضة التي تعزز حرق الدهون.
من النصائح الحرص على حصول الجسم على كفايته من ساعات النوم الصحي، فقلة النوم قد تؤدي إلى تعطيل كثير من وظائف الجسم ومنها عملية التمثيل الغذائي التي تعزز الحرق وكذلك تقوية الجهاز المناعي الذي يقاوم العدوى، كما أن قلة النوم تزيد من فرص الإصابة بخلل الهرمونات، مع ضرورة تجنب تناول أي أدوية دون استشارة طبية، فبعض الأدوية قد تؤثر على صحة البويضات.
يجب على المتقدمين لإجراء مثل هذه العمليات أن يدركوا تمامًا أن فشل دورة واحدة لعملية أطفال الأنابيب لا تعني استحالة الحمل مستقبلاً، إذ تكون هناك فرص - بإذن الله - في حدوث الحمل في أي وقت بهذه التقنيات المتطورة، وأهم مسببات فشل عملية أطفال الأنابيب هي:
أولا: نقص تقبل بطانة الرحم للجنين.
ثانيًا: مشكلات في التطور الجنيني وذلك قد يحدث نتيجة لخلل الكروموسومات.
ثالثاً: بطانة الرحم المهاجرة التي تقل فيها استجابة المبيضين وبطانة الرحم للجنين وجودة الجنين والانغراس، خصوصا في الحالات الشديدة، ولكن بشكل عام.
وكما أوضحت أن فشل دورة أطفال أنابيب لا تعني عدم حدوث الحمل لاحقاً، فقد وُجد في بعض الدراسات أن متوسط عدد المرات التي يستغرقها الثنائي لحدوث الحمل هي ثلاث محاولات، وتزداد نسب حدوث الحمل بتكرار المحاولة، وقد يلجأ الطبيب بعد معرفة مسببات الفشل إلى تغيير خطة العلاج الدوائية أو طريقة التخصيب.
هذه أهم النصائح لتحسين جودة البويضات
أفضل سن للحمل بعد العشرينيات وإلى الثلاثينيات من العمر
الحمل الكاذب نادر ويحدث من 1-6 من كل 22000 ولادة عالميًا
الأعشاب لا تعالج العقم ومروجوها أهدافهم واضحة
نصح استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمجمع صحة المرأة للنساء والولادة والخصوبة بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، المتزوجين حديثاً بعدم تأجيل إنجاب المولود الأول، فذلك أفضل صحياً للطرفين، إذ إنه في حال وجود أي علة تمنع من حدوث الحمل لدى أحد الطرفين فإن الاكتشاف المبكر يساعد على دراسة الحالة ووضع العلاج اللازم.
وقال في حوار لـ "اليوم"، إن هناك أربعة عوامل تعيق حدوث الحمل الطبيعي عند النساء، وهي التقدم في العمر، زيادة الوزن، التدخين، الإجهاد البدني والذهني والتوتر الشديد، بغض النظر عن العوامل المرضية التي يتم تحديدها بإجراء التحاليل والفحوصات والأشعات اللازمة، مؤكدًا أن فشل دورة واحدة لعملية أطفال الأنابيب لا تعني استحالة الحمل مستقبلاً، إذ تكون هناك فرص - بإذن الله - في حدوث الحمل في أي وقت بالتقنيات المتطورة.
بداية.. يتداول كثيرًا في منصات التواصل الاجتماعي طرق لعلاج العقم سواء عبر الأعشاب أو علاجات سحرية، فما رأيكم؟
أنصح النساء اللواتي يعانين من العقم وتأخر حدوث الحمل من اتباع مزاعم الرسائل التي تتداول في مواقع التواصل الاجتماعي بوجود أعشاب وطرق وعلاجات سحرية لمساعدة النساء على الحمل دون تدخل طبي أو الاستعانة بالتقنيات المساعدة للحمل، فكل ما يتداول عن وجود بعض الطرق لتعزيز الخصوبة وسهولة حدوث الحمل لدى النساء والذي يروج له كبديل لتقنيات الإنجاب غير صحيح جملة وتفصيلاً، إذ يستغل من يروج هذه الرسائل بحث الزوجين عن أي بارقة أمل لحدوث الحمل، إذ يجب على الزوجين إتباع القنوات الطبية الصحيحة والقائمة على طب البراهين، بينما يهدف أصحاب الرسائل المزعومة والمجتهدين ومدعي الطب استغلال المرضى ماديًا، وهذا ما يترتب عليه دخول الزوجين في معاناة اجتماعية ونفسية ومادية.
من وجهة نظركم ما هو أفضل سن للحمل والإنجاب للزوجة؟
وجدت إحدى الدراسات العالمية أن النساء في أواخر الثلاثينيات من العمر أقل عرضة للحمل بنسبة 50% خلال أكثر أيامهن خصوبة مقارنة بالنساء في أوائل العشرينيات من العمر، إذ تبدأ خصوبة المرأة في الانخفاض والتراجع في عمر 32 عاماً وتنخفض بسرعة أكبر بعد سن 37، لذلك من الناحية البيولوجية فإن أفضل سن للحمل للمرأة هو بعد العشرينيات وإلى الثلاثينيات من عمرها، بحلول ذلك الوقت يكون جسدها ناضجاً بما يكفي لتحمل طفلاً بالفعل، قبل أن تبدأ خصوبتها في الانخفاض، كما أن الجنين خلال هذه الفترة العمرية من العمل يأخذ من طاقة وجسم الأم الكثير من العناصر الهامة فكلما كانت الزوجة أصغر سنًا خلال الحمل كلما كانت أقدر على تحمل تبعات الحمل المترتبة.
وبجانب كل ما سبق تكون عضلات الحوض بالقوة التي تتحمل فيها دفع الجنين والمرونة التي تسمح له بالمرور من خلالها، كما أن قدرة المرأة وصلابتها النفسية وطاقتها على تحمل أعباء الطفل تكون في أعلى قدرتها في هذه المرحلة، ومما سبق لا يعني أن السيدة لا تستطيع الحمل بعد الثلاثين، فما دامت الزوجة في فترة الإباضة ولم تصل إلى سن اليأس، فمن الممكن أن تحمل بشكل طبيعي، ولكن صحيًا ونفسيًا وجسديًا فإن الحمل بعد العشرين إلى الثلاثين أفضل للزوجة، إذ تقل فرص حدوث مشاكل الحمل التي قد تتعرض لها بعض الزوجات بعد الثلاثين، إذ تولد المرأة بما يقارب مليوني بويضة، ثم تشرع هذه الأجسام في النضج أثناء البلوغ، لكن العدد يتراجع بشكل تدريجي إلى أن يهبط لنحو 25 ألف بويضة فقط في سن السابعة والثلاثين، ولا يقف ضرر ذلك عند تراجع العدد فقط، فبويضات المرأة التي تقدمت في العمر تعاني ترديا ملحوظًا في جودتها، وهو ما يعني مشكلات محتملة في الحمل والإنجاب.
هناك من يؤجل الحمل والإنجاب بعد الزواج لظروف العمل أو الدراسة الجامعية، فما رأيكم؟
اتخاذ قرار الإنجاب بين المتزوجين حديثاً لم يعد كما كان سابقاً، إذ اختلفت الظروف الاجتماعية في وقتنا الحالي والتي أدت بدورها إلى عدم استعجال الزوجين في اتخاذ قرار الإنجاب وخصوصاً لاعتبارات الدراسة أو العمل وغير ذلك، ولكن ينصح المتزوجون حديثاً بعدم تأجيل إنجاب المولود الأول، فذلك أفضل صحياً للطرفين، إذ إنه في حال وجود أي علة تمنع من حدوث الحمل لدى أحد الطرفين فالاكتشاف المبكر يساعد على دراسة الحالة ووضع العلاج اللازم، عكس التأخير الذي ربما يقلل من فرص حدوث الحمل وخصوصاً إذا كان الزوجان قد تجاوزوا سن الثلاثين.
نسمع كثيرًا عن ”الحمل الكاذب“، فما هو هذا الحمل؟
يعتبر الحمل الكاذب من الحالات النادرة جدًا إلا أنه يحدث في نحو 1-6 من كل 22000 ولادة على المستوى العالمي، وقد تحدث عند النساء في سن الإنجاب، بين سن 20-44 عامًا، وأهم أعراضه انقطاع الدورة الشهرية، غثيان، قلة الشهية، التغيرات الجسدية في الثدي، انتفاخ في البطن، زيادة الوزن، وبذلك المقصود بالحمل الكاذب هو الشعور بالعديد من أعراض الحمل كتورم الثدي، وألم البطن وتأخر الدورة الشهرية، والدوخة، والغثيان، وعند القيام بإجراء تحليل الدم الكاشف يتم التأكد أن هذا الحمل غير صحيح، أي أنه غير متواجد في الأصل.
كما أن اختبار الحمل المنزلي يعطي نتائج سلبية، ولا يعرف عن الأسباب الحقيقية للحمل الكاذب، ولكن الخبراء يرون أنها حالة نفسية جسدية، حيث يؤدي الاعتقاد أو الأمل في أن السيدة حامل إلى إنتاج الجسم لأعراض الحمل، وهناك عدة عوامل تزيد من الإصابة بالحمل الكاذب وهي:
وجود تاريخ وراثي عائلي من الاكتئاب أو المرض العقلي، فقدان الحمل سابقا أي التعرض للإجهاض، تاريخ من العقم، والزوجات اللائي يعانين من الحمل الكاذب، فإن نتائج الاختبار أو الموجات فوق الصوتية التي تخبرهم بأنهم ليسوا حوامل كافية لتقليل العديد من أعراض الحمل لديهن، وفي حالة عدم اقتناعهن بأنهن ليسوا حوامل فهن يحتجن إلى رعاية نفسية لتجاوز هذه الأزمة والمشكلة.
ما هي العوامل التي تعيق حدوث الحمل عند السيدات؟
هناك أربعة عوامل تعيق حدوث الحمل الطبيعي عند النساء أولها: التقدم في العمر، إذ يقلل ذلك فرص المرأة في الإنجاب بسبب قلة عدد البويضات، وقلة كفاءة البويضة للإخصاب، فمع تقدم العمر تكون المرأة أكثر عرضة لحدوث مشكلات العقم والإجهاض، وثاني العوامل هو: زيادة الوزن، أو نقصان الوزن الشديد، فكلاهما يؤثران على حدوث الحمل، وثالثها: التدخين، إذ يوثر كثيرًا على إنتاج البويضات وحدوث الحمل، والرابع هو: الإجهاد البدني والذهني والتوتر الشديد الذي يؤثر على افراز الهرمون المسؤول عن التبويض ويسبب انقطاع الطمث مما يمنع من التبويض.
ولكن هناك مسببات أخرى مرضية مثل تكيسات المبايض، وحدوث خلل في التبويض، وبطانة الرحم المهاجرة، انقطاع الطمث الوظيفي، وانسداد قناة فالوب، وبشكل عام يتم خلال التشخيص دراسة التاريخ المرضي والطبي لكلا الزوجين، ويبدأ تقييمه بإجراء اختبارين للحيامن والتبويض، وتقييم قناتي فالوب، أما العلاج فيتم على أساس سببه، إما عن طريق الأدوية أو الجراحة أو التلقيح داخل الرحم أو تقنية الإنجاب المساعدة.
هل تتذكرون حالة صعبة واجهتكم وحققتم فيها أمنية الزوجين بنجاح الحمل بعد عقم دائم؟
بالطبع، أشرفت على علاج حالة لسيدة سعودية في المدينة الطبية للحرس الوطني بجدة كانت تعاني من العقم 11 عامًا بسبب متلازمة الحويصلات الفارغة، وقد تنقلت خلال تلك الأعوام بين عدة دول بحثاً عن علاج لحالتها التي حرمتها الأمومة وتحقيق حلم الإنجاب، إلا أن أمنيتها تحققت ولله الحمد في وطنها مملكة الإنسانية، فقد نجحنا بفضل الله وجهود الفريق الطبي وفي مقدمتهم الدكتور أحمد متولي من تحقيق حلم الأمومة، وهذه الحالة تعد الأولى من نوعها على المستوى العالمي وتكللت بالنجاح الكامل، إذ تم وضع بروتوكول علاجي محدد للسيدة من خلال سحب البويضات تحت ضغط معين حتى لا تتأثر البويضة لعدم وجود أي جدار حماية، وبعد إجراء عدة محاولات تكللت الجهود بتوفيق من الله بالنجاح، وحدث الحمل عبر التلقيح المجهري، واستمر دون معاناة بالشكل الطبيعي لتسعة شهور وتحت المتابعة الطبيبة إلى أن أنجبت السيدة طفلها وهو بكامل صحته وعافيته وتحققت أمنية الحمل والإنجاب عند السيدة.
هناك بعض الزوجات يعانين من مشكلة عدم الحمل بعد إنجاب طفل أو طفلين، فما أسباب ذلك؟
نعم، هذه المشكلة واردة الحدوث لدى السيدات وهو ما يعرف بالعقم الثانوي، والواقع أن أسبابه قد تتشابه إلى حد كبير مع أسباب تأخر الإنجاب الأساسي، ومن تلك الأسباب تقدم الزوجة في العمر، إذ قد تتراجع فرص السيدة في الحمل بعد تجاوز ال35 عاماً، كما تتأثر الخصوبة لدى النساء من منتصف إلى أواخر الثلاثينيات وما فوق، والسيدات في هذه السن يكن أكثر عرضة للإصابة بالعقم الثانوي أيضاً؛ لأن البويضات المنتجة تقل مع تقدمهن في العمر.
ومن الأسباب أيضاً إصابة الزوجة بمتلازمة تكيس المبايض وهو اختلال هرموني يمكن أن يعطل الإباضة وهو سبب شائع للعقم الثانوي والأولي أيضاً، ومن مسببات العقم الثانوي قلة الحيامن ”الحيوانات المنوية“ عند الزوج أو ضعف حركتها، وهو ما قد يعيق حدوث الحمل عند الزوجة، وأيضاً هناك سبب قد يشترك فيه الزوجان وهو زيادة الوزن، فالوزن الزائد لكل من الرجال والنساء يمكن أن يعيق الحمل، ففي النساء يمكن أن يسهم في مقاومة الإنسولين وارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون، مما يقلل من الإباضة، كذلك فإن معدلات التلقيح تكون أقل بالنسبة لمن يعانون زيادة أو نقصاً في الوزن، مقارنة بمن يتمتعون بوزن صحي، أما لدى الرجال فقد تؤدي زيادة الوزن إلى ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين، ما يسبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
ويجب فحص كل من الزوجين لمعرفة السبب وراء تأخر الحمل، وهناك فحوصات يتم تحديدها من قبل الطبيب المعالج، وبمجرد معرفة السبب، يستطيع الطبيب وضع خطة علاج لزيادة فرص حدوث الحمل، وفي بعض الحالات قد يكون هناك حاجة إلى تقنية الإنجاب المتقدمة بواسطة التلقيح الصناعي داخل الرحم الذي يتم فيه جمع الحيوانات المنوية ثم إدخالها في الرحم وقت الإباضة، أو عملية أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري التي يتم فيها جمع بويضات الزوجة وكذلك الحيوانات المنوية للزوج، ومن ثم يتم تخصيب البويضة بالحيوانات المنوية في المختبر حيث تتطور إلى أجنة، ثم يتم زرعها في رحم المرأة.
يقودني السؤال السابق إلى معرفة كيفية تحسين جودة البويضات لدى السيدات؟
هناك بعض النصائح لتحسين جودة البويضات منها تجنب التدخين الشخصي أو السلبي نهائياً والابتعاد عنهما، حيث تؤثر المواد الكيميائية المتوفرة في السجائر على جودة البويضات، تجنب التوتر والإجهاد النفسي، فذلك يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والبرولاكتين، والتي يمكن أن تؤثر على عملية الإباضة وتعيق إنتاج البويضات.
تناول الطعام الصحي أيضًا يساعد على تحسين جودة البويضات وتحسين الخصوبة، والحفاظ على الوزن الصحي، إذ ترتبط جودة البويضات بالوزن حيث يمكن أن تتأثر الإباضة بالسمنة لأنها تُسبب اضطرابات في هرمونات الأنوثة، وينبغي اتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على الوزن، إضافة إلى ممارسة الرياضة التي تعزز حرق الدهون.
من النصائح الحرص على حصول الجسم على كفايته من ساعات النوم الصحي، فقلة النوم قد تؤدي إلى تعطيل كثير من وظائف الجسم ومنها عملية التمثيل الغذائي التي تعزز الحرق وكذلك تقوية الجهاز المناعي الذي يقاوم العدوى، كما أن قلة النوم تزيد من فرص الإصابة بخلل الهرمونات، مع ضرورة تجنب تناول أي أدوية دون استشارة طبية، فبعض الأدوية قد تؤثر على صحة البويضات.
أخيرًا.. هناك حالات سجلت فيها فشل عملية ”أطفال الأنابيب“، فما أسباب ذلك؟
يجب على المتقدمين لإجراء مثل هذه العمليات أن يدركوا تمامًا أن فشل دورة واحدة لعملية أطفال الأنابيب لا تعني استحالة الحمل مستقبلاً، إذ تكون هناك فرص - بإذن الله - في حدوث الحمل في أي وقت بهذه التقنيات المتطورة، وأهم مسببات فشل عملية أطفال الأنابيب هي:
أولا: نقص تقبل بطانة الرحم للجنين.
ثانيًا: مشكلات في التطور الجنيني وذلك قد يحدث نتيجة لخلل الكروموسومات.
ثالثاً: بطانة الرحم المهاجرة التي تقل فيها استجابة المبيضين وبطانة الرحم للجنين وجودة الجنين والانغراس، خصوصا في الحالات الشديدة، ولكن بشكل عام.
وكما أوضحت أن فشل دورة أطفال أنابيب لا تعني عدم حدوث الحمل لاحقاً، فقد وُجد في بعض الدراسات أن متوسط عدد المرات التي يستغرقها الثنائي لحدوث الحمل هي ثلاث محاولات، وتزداد نسب حدوث الحمل بتكرار المحاولة، وقد يلجأ الطبيب بعد معرفة مسببات الفشل إلى تغيير خطة العلاج الدوائية أو طريقة التخصيب.