رحلةٌ عبر الزمن بين الحرف
وفي حديثٍ لـ ”اليوم“، أوضحت "فاطمة العتيبي"، المشرفة على ركن البيت الأحسائي، أن البيت يضمّ مجموعةً متنوعةً من الحرف اليدوية التي تهدف إلى تعريف الزوار بالتراث الأحسائي العريق، من خلال ورش عملٍ تفاعليةٍ تتيح لهم اختيار الحرفة التي يرغبون بتعلمها والتدرب عليها بإشراف حرفياتٍ مختصات، ليخرجوا بقطعةٍ فنيةٍ من صنع أيديهم، تحمل بصمتهم الإبداعية وتُجسّد روح التراث الأحسائي الأصيل.وأضافت العتيبي أن ركن صناعة السجاد حظي باهتمامٍ خاصٍّ، حيث تم نسج صورةٍ لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، بهدف إبراز دوره في دعم الحرف اليدوية والحفاظ على التراث الأحسائي.
ومن جهتها، أشارت "فاطمة سلمان"، الحرفية المختصة في الخوصيات، إلى أنها ورثت هذه الحرفة عن والدتها وجاراتها، وعملت على تطويرها بإدخال لمساتٍ عصريةٍ، لتُصبح اليوم مدربةً معتمدةً، تُبدع في صناعة العديد من المنتجات الحديثة من الخوص، مثل شنط اليد والقبعات وغيرها، إلى جانب المنتجات التقليدية مثل ”السفرة“.
النقوش الأحسائية وخياطة البشت
أما هدى القراش، الحرفية المختصة في الخزف والفخار والنحت على الجبس والمشغولات النحاسية، فقد أكدت على أهمية إحياء النقوش الأحسائية التقليدية، مثل نقشة ”البيذانة“ و”الفرخ الطائر“، والتي لا تزال تُزيّن العديد من المنازل الأحسائية حتى يومنا هذا.وفي ركن خياطة البشت الأحسائي، أوضحت هدى المويل، الحرفية المتخصصة في هذا المجال، أنها تتلمذت في المعهد الملكي للفنون التقليدية، واكتسبت خبرةً واسعةً في صناعة البشت الأحسائي بجميع مراحله، بدءاً من اختيار الأقمشة وخيوط الزري، وصولاً إلى التطريز اليدوي الدقيق، كما أشارت إلى أنها تعمل على تدريب الزوار على صناعة البشت، وإلهامهم بأفكارٍ جديدةٍ لصناعة منتجاتٍ مستوحاةٍ منه، مثل الأساور والتعليقات.
الخشب والنحاس.. فن يتجدد ببريق خاص
بدورها، أكدت "فوزية الزويد"، الحرفية والمدربة الخبيرة في الخشب، على أهمية استخدام التقنيات الحديثة في تطوير الحرف اليدوية، حيث قدّمت ورشة عملٍ لتدريب الزوار على استخدام جهاز تفريغ الخشب، وعمل أشكالٍ وحروفٍ وتجسيم الزخارف الأحسائية، مشيرةً إلى مشاركاتها المتنوعة في العديد من المعارض والمهرجانات المحلية والوطنية.وأشارت "جمانة العلي"، الحرفية المختصة في النحاس، إلى أنها بدأت مشوارها في هذا المجال عام 2020، وتدربت على أيدي حرفياتٍ مختصات، لتُبدع اليوم في صناعة قطعٍ فنيةٍ مميزةٍ من النحاس، تجمع بين الجمال والأصالة.
وبينت أن فعالية ”أتلاد“، أثبتت أن التراث الأحسائي لا يزال حيّاً، يتنفس في قلوب أبنائه، ويُلهمهم للحفاظ عليه وتطويره، ليُصبح نافذةً على العالم، يُطلّ منها على جمال الأصالة وعراقة التاريخ.